التدخين السلبي وتأثيره على طفل السكري
د. بسام صالح بن عباس *
مرض السكري يعتبر من أكثر الأمراض سلبية على الأوعية الدموية والقلب والشرايين وقد تحدثنا من قبل عن تأثير ظاهرة التدخين المضرة على مريض السكري، وأن السكري من أهم مسببات الجلطة الدماغية والذبحة الصدرية وتصلب الشرايين، وهي سلبيات كما ذكرنا من قبل يشترك في حدوثها التدخين أيضا بما يحويه من سموم النيكوتين ونحوها، وإذا ما اقترن التدخين ومرض السكري كان تأثيرهما السلبي مضاعفا وبالغا، ونود هنا التحدث عن تأثير التدخين على طفل السكري ونقصد هنا بالتدخين هو التدخين السلبي ولا نعتقد ولا نتمنى أن يكون هناك طفل مدخنا.
مرض السكري والتدخين كلاهما من مسببات الجلطة الدماغية والذبحة الصدرية وتصلب الشرايين وكذلك من مسببات ارتفاع ضغط الدم والنزيف الدماغي والشبكي أيضا، ولذا يعتبر مرض السكري محفزا لمضاعفات التدخين الجسدية، وكذلك التدخين من محفزات مضاعفات مرض السكري الجسمية، ويعتقد البعض خطأ أن هذه المضاعفات وقفا على الكبير البالغ المصاب بالسكري وهذا اعتقاد خاطئ، فقد أوضحت بعض الدراسات أن المراهق المصاب بمرض السكري قد يكون عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية وقد يكون صحيحا أن الأمر مازال في بدايته ولكن التدخين السلبي قد يزيد الأمر حدوثا وبلوغا، ولذا يجب عدم الاستهانة به أو الاستمرار في التدخين في المنزل الذي فيه طفل مصاب بالسكري وإن كان هذا الفعل خطأ سواء كان هناك طفل مصاب بالسكري أم لا، كما يعتبر مرض السكري وكذلك التدخين من محفزات حدوث الأورام وخاصة لدى مرضى السكري غير المنتظمين في العلاج، فيعرف على سبيل المثال أن التدخين من أهم مسببات الأورام المختلفة في الفم والأمعاء والرئة وكذلك مرض السكري فقد يرتبط بأورام الثدي والقولون والبنكرياس وغيرها، ولا نقول هنا ان الطفل المصاب بالسكري عرضة للأورام مثل الشخص الكبير ولكن بلا شك أن الاستمرار على التدخين السلبي وتعرض الطفل لهذا السم القاتل ألا وهو النيكوتين لأعوام طويلة بلا شك سيكون له تأثير سلبي، وخاصة لدى الشخص الذي لديه قابلية للإصابة بالأورام، كما أن نسبة حدوث هذه المضاعفات ترتبط بعدد السجائر المدخنة وبمدة فترة التدخين أيضا، ومن المعروف ايضا أن مرض السكري يتصف بتذبذب مستوى السكر في الدم خاصة لدى الأشخاص غير المتحكمين في الطعام والرياضة والحركة مثل الأطفال والمراهقين ولعل التدخين من مسببات هذا التذبذب والتأرجح ولا يختلف التدخين السلبي عن التدخين العادي خاصة إن كان التدخين في الغرف المغلقة والأماكن الضيقة، كما أن التدخين يرتبط بارتفاع الدهون وكذلك مرض السكري وكثير من أطفالنا وبسبب الغذاء غير الصحي يعانون من مشكلة إرتفاع الدهون وزيادة الكوليسترول، وكما هو مشاهد ارتفاع نسبة إصابة المراهقين بالسكري النوع الثاني وهذا النوع خطره كبير على القلب والأوعية الدموية وأن هناك نسبة من المراهقين أصبحوا ضحية التدخين الذي قد يسبب مشاكل أخرى متعددة كتأثيره على الصفائح الدموية حيث يجعلها في حالة تجمع وتلاصق وبالتالي تزيد من احتمالية الجلطة وتخثر الدم، ومن الملاحظ أن التوقف عن التدخين يزيد من الوزن عند الإناث أكثر من الرجال نتيجة زيادة في شهية الأكل، كما أثبتت الدراسات أن التدخين بعشرين سيجارة في اليوم الواحد يزيد من نسبة الإصابة بمرض السكري النوع الثاني بثلاثة أضعاف عنه في غير المدخنين كما ذكرنا سابقا، وأيضاً كلما بدأ المدخن التدخين في سن أصغر فإن نسبة ظهور مرض السكري أكبر وذلك بعد مرور عدة سنوات بعد التدخين.