تساور المخاوف بعض الناس بأن انحباس البول لفترة طويلة يعمل على تجمع البكتيريا في المثانة ويهدد بالتهابها، لكن الخبراء يرون أن ذلك غير صحيح بل وينظرون إلى تحمل انحباس البول بأريحية. ويقولون إن قطرات البول تضطر إلى الخروج لا إراديا قبل أن يحدث أي ضرر صحي للجسم.
الحاجة إلى التبول ترغم النساء على الذهاب إلى المرحاض بتكرار أكثر بكثير من الرجال. ويعود ذلك إلى فرق تكوين الجسم التشريحي بين الرجل والمرأة. فالمثانة لدى النساء تستوعب كمية بول أقل منها لدى الرجال، لأن رحم المرأة يأخذ حجما من بطنها.
وفي حين تستوعب المثانة لدى الرجال بين 350 إلى 550 ملليلترا من البول، تبلغ هذه الكمية بين 200 إلى 400 ملليلتر لدى النساء، وتزداد الحال تفاقما خلال فترة الحمل حين يضغط الرحم على مثانة المرأة.
ولكن هل من فائدة في كون مثانة المرأة أصغر حجما وهل من منفعة في تكرار ذهابها إلى المرحاض نتيجة ذلك؟ الشعور بالاضطرار إلى الذهاب للمرحاض قد يكون مزعجا، ولكن لديه جانبه الإيجابي أيضا.
الذهاب المتكرر إلى المرحاض
فالذهاب المتكرر إلى المرحاض قد يفيد النساء اللواتي يعانين بكثرة من التهاب المثانة ويحميهن من هذه الإصابة المزعجة. وسبب ذلك بسيط: فالبكتيريا تدخل من خارج جسم المرأة عادة إلى المسالك البولية وتبقى في مجرى البول وتتكاثر هناك، وتصل إلى المثانة.
وفائدة تكرار خروج البول من المسالك البولية هي أن سريان البول يشطف البكتيريا الموجودة في المجاري البولية إلى المرحاض ويمنع وصول البكتيريا إلى المثانة، وبالتالي يحد من حدوث الالتهابات فيها، ولذلك ينصح الخبراء النساء بالتبول بعد فترة وجيزة من الجماع، لأن البكتيريا كثيرا ما تدخل في مجرى البول (أي إلى الإحليل) أثناء ممارسة الجنس، علما بأن مدى فائدة ذلك لم يتم البحث فيها علميا حتى الآن.
يشار إلى أن سيطرة الإنسان على مثانته تتطلب تدريبا شاقا، ويتعلم الأطفال مع الوقت السيطرة على العضلات التي تغلق المثانة، كما أن حبس البول لفترة طويلة في المثانة في حد ذاته يعتبر من الاستثناءات وليس أمرا بديهيا، كما يقول الخبراء.
وبشكل عام ينبغي ألا يخشى الإنسان من انحباس البول في المثانة، لأن ذلك لا يضر الجسم وفي حال الاقتراب من حدوث ضرر وشيك يتصرف الجسم بنفسه تلقائيا بإخراج قطرات من البول، وفق ما نقل موقع شبيغل الإلكتروني.