رانيا عمر البدوي *
مع تزايد عدد المواليد تزداد أهمية الرعاية بهم والمحافظة على أجسامهم خصوصاً في فصل الشتاء وتشير الدراسات إلى أن معدل المواليد العالمي هو 20.3 لكل ألف شخص، بينما تعتبر السعودية الدولة رقم 70 في ترتيبها بين دول العالم في معدل المواليد لكل 1000 نسمة والذي يصل إلى 24.7 وهو معدل أعلى من المعدل العالمي.
إن فصل الشتاء يزيد من صعوبة الرعاية الصحية بالطفل خصوصاً في أول مولود للأم، فهذا المولود الصغير لا يستطيع التعبير عن شعوره بالبرد أو الدفء فتكون مسؤولية الأم هي الاهتمام بهذا الأمر باتخاذ احتياطات خاصة، ويعتبر الأطفال هم أكثر فئة عمرية بالمجتمع تأثراً بدرجات الحرارة.
والكثير من الأمهات يلبسن أطفالهن طبقات متراكمة من الملابس لاعتقادها أنه الأمر الأكثر فعالية، مع أن النصيحة الطبية هو أن تعتمد الأم على نوعية الملابس وليس عددها فالملابس المتراكمة فوق بعضها تسبب تعرق الطفل وبالتالي يصبح معرضاً لأي نسمة هواء بارد أن يصاب بالمرض، لذا يجب الاهتمام بإلباس الطفل طبقة أساسية داخلية قطنية لحمايته قبل إلباسه بقية الملابس والتي يفضل أن تكون طبقة أو طبقتين عبارة عن بلوزة ورداء كامل يغطي الجسم مع قبعة خفيفة لتغطية الرأس، وتقوم الملابس الثقيلة المتراكمة بالحد من حركة الطفل التي هي المصدر الطبيعي لإمداد جسده الصغير بالطاقة التي يحتاجها جداً في هذه المرحلة، لذا تجنبي هذه الطريقة من إلباس الطفل.
وتنصح الأم دائما بشراء الكثير من الملابس الشتوية وبمقاسات مختلفة أكبر بقليل من حجم الطفل وذلك للإستفادة منها لأشهر عدة قادمة، خصوصاً أن حجم المواليد يختلف من طفل لآخر ومعدل النمو يختلف أيضاً، مع مراعاة أن تكون الملابس سهلة الارتداء والخلع لراحة الطفل، فالملابس ذات الأزرار والواسعة عند الرقبة ستكون هي الخيار الأنسب، مع التركيز على اللباس الداخلي القطني كرداء كامل أو ما يسمى (تبان) لسهولة تغيير الحفاظ وذلك لوجود أزرار خاصة بهذا الأمر.
وتعتقد الكثير من الأمهات خطأ أن حمام المواليد في الشتاء مضر بالطفل وهو ليس كذلك، بل إنه ممتع للطفل وللأم معاً، وذلك بضوابط معينة ينصح بها وهي:
* درجة حرارة الحمام مناسبة (22) درجة مئوية تقريباً.
* يملأ البانيو بالماء البارد أولاً ثم الساخن للحصول على درجة حرارة معتدلة.
* تحضير ملابس الطفل قبل الحمام.
* ملء البانيو بخمس بوصات من الماء بحيث لا يتجاوز الماء مستوى كتف الطفل.
* يثبت الطفل جيداً تفادياً للسقوط والإنزلاق وذلك بوضع اسفنجة أو منشفة داخل البانيو، ومسك الطفل باليد الأخرى.
* الحرص على عدم ترك صنبور الماء مفتوحاً أثناء الحمام فدرجة حرارة المياه قد تتغير في أي لحظة.
* ينشف الطفل بمنشفة جافة بعد الاستحمام مباشرة، ويجفف شعره جيداً ويتم إلباسه ملابسه في مكان الاستحمام تفادياً لتعريضة لدرجات حرارة مختلفة.
كذلك على الأم ابقاء غرفة الطفل دافئة بشكل دائم ولكن ينصح بالابتعاد عن مصادر التدفئة وخصوصاً تلك التي تعتمد على مواد بترولية كالغاز والكيروسين لما تحدثه من أضرار وما تصدره من مواد سامة ويفضل استخدام المدافئ ذات المصادر الآمنة كالتدفئة المركزية والمكيفات ذات الهواء الساخن، مع الاهتمام بضرورة تهوية الغرفة من وقت لآخر، ويمكن وضع وعاء فيه ماء أو حتى ملابس رطبة في الغرفة لتجنب الجفاف في مثل طقس الرياض الذي يعتبر جافاً في أغلب فترات السنة، ومن أفضل الوسائل لترطيب الجو هو تواجد جهاز الرطوبة في غرفة الطفل، وحين نتحدث عن ضرورة تهوية غرفة الطفل فإنه يجب التأكيد على ضرورة نقل الطفل إلى غرفة أخرى أثناء عملية التهوية، والحرص على أن تكون الغرفة الأخرى دافئة وبنفس درجة حرارة الغرفة الأولى.
وفي فصل الشتاء تكون الحيطان ذات القوالب الاسمنتية مصادر للبرودة فيجب أن يبتعد سرير الطفل عن الحائط قليلاً، ويلزم وضع غطاء دافئ على فراش الطفل وعدم استخدام الأغطية المشمعة أو البلاستيكية، وذلك لبرودة هذا النوع من الأغطية، عدا عن وجوب تغطية الطفل بعناية أثناء نومه.
عند الخروج من المنزل يجب على الأم اطعام الطفل وجبة من الطعام لأنها تعطيه الطاقة وتحافظ على درجة حرارة جسمه بالاضافة إلى وضع جاكيت وطاقية (غطاء للرأس) وذلك لحمايته.
فالعناية الصحية المناسبة للمواليد تشمل اختيار الملابس المناسبة، وتدفئة الغرفة بالطريقة الصحية الملائمة، والبيئة المحيطة به من غرفة وسرير وكل ذلك يلعب دوراً كبيراً في المحافظة على مناعة الطفل ومقاومته للمرض في فصل الشتاء.