ثريسني تشيتي*
الحساسية هي رد فعل الجسم بأعراض مرضية بعد التعرض لمواد مسببة للحساسية، وهي مسببات الحساسية، وتظهر هذه الأعراض في غضون دقائق بعد التعرض للمادة المسببة لها، كما يمكنها الظهور بعد فترة لاحقة قد تصل إلى أربع ساعات ونتيجة للتعرض للعامل المسبب تقوم خلايا الجسم بإفراز "الهستامين" وهي مادة تسبب تفاعلات الجسم للحساسية، وهكذا الحساسية المفرطة تحدث نتيجة إفراط تفاعل مناعة الجسم ضد كل المواد المسببة للحساسية؛ وقد تصيب الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية؛ كما قد تسبب الموت المفاجئ.
من بين الأسباب نذكر: الأكل، أدوية معينة، لدغات الحشرات، وعوامل التباين (الصبغة)، والمطاط، وبعض النشاطات الرياضية فعلى سبيل المثال: تعتبر مختلف أنواع المكسرات، الحليب، السمك، مأكولات البحرية، البيض وبعض الفواكه، من الأطعمة التي قد تسبب الحساسية، ومن الأدوية هناك البنسلين، الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، الأسبيرين، مسكنات مثل "إبوبروفين"، التطعيمات، إما من عوامل التباين والتي هي مجموعة من بعض الصبغات المخصصة التي تستخدم في الاختبارات الطبية لجعل بعض أجزاء الجسم تظهر بصورة أوضح في المسح الضوئي مثل شعاع الإكس راي، كما أن دخول مادة المطاط في أشياء مثل القفازات، أجهزة التبخير، القسطرة، إبرة المغذي قد تسبب الحساسية المفرطة.
وفي الحالات البسيطة تقتصر الأعراض على الالتهاب والحكة؛ أما في الحالات الشديدة تكون الأعراض شديدة مثل: انخفاض مفاجئ في ضغط الدم مسبباً حدوث الصدمة، حالة حادة من الربو عبارة عن شعور بضيق في الصدر وسعال يصاحبها صفير من الصدر، صعوبة النفس وتنفس بصوت عالٍ، تورم في اللسان، تورم وضيق في الحلق، صعوبة في التكلم وحدة الصوت، تغيرات للجلد مثل الانتفاخ، والإحمرار، وحكة قوية أحيانا، تورم الوجه والشفتين واللهاة، الغثيان، الترجيع، ومغص في البطن وقد يتزامن معه إسهال.
إن السرعة في التشخيص تعد من الأولويات في الحساسية المفرطة لإنقاذ المريض من الموت المفاجئ، لذا لابد من الأخذ بعين الاعتبار العلامات الأولى لنوبة الحساسية وهي: تورم العينين، والطفح الجلدي، وتغير لون الجلد أي أن يكون شاحبا أو مزرقا نتيجة نقص الأكسجين فى الدم والخلل فى التنفس حيث تكون العلامات الحيوية منخفضة، بعد إنقاذ المريض لابد من إجراء فحوصات الدم لمعرفة السبب الرئيسى للحساسية.
ويكون العلاج بالدواء وباسترجاع التنفس للمصاب بسرعة باستخدام حقنة الإبينفرين التى تعمل على اتساع مجرى التنفس ورفع الضغط، وفي بعض الحالات الشديدة إجراء تنبيب للمريض (تمرير أنبوب بلاستيك مرن في القصبة الهوائية، لحماية الممر التنفسي الأعلى للمريض، ولبدء عملية التنفس الصناعي) لمساعدته على التنفس؛ كما يحقن بمضادات الهيستامين والكورتيكوستيرويدات؛ ويزود المريض بالسوائل، زيادة على ذلك، وهذا مهم جدا، أن يعلم المريض وأهله كيفية استخدام حقنة الإبينفرين.
تكون الوقاية بتجنب كل مسببات الحساسية والتسلح بالأدوية والإبر وكل ما أوصى به طبيبك؛ فكل مريض يعرف المواد الغذائية والأدوية التي تؤذيه، فيتحاشاها، والحرص على وجود حقنة الإبينفرين معه دائما كحرصه على حمل بطاقة الهوية أو رخصة قيادة السيارة لأنها في العلاج خط الدفاع الأول، والحرص على أخذ مضادات الهيستامين والكورتيكوستيرويدات بانتظام لتجنب مخاطر تفاعلات الحساسية لأنها قد تحدث بالخطأ، وتوعية المريض وأهله بشتى الطرق الممكنة بمخاطر الحساسية وأهمية الالتزام بتوصيات الطبيب.