د. أيمن الشافعي د. فادي رضوان
يُعرف الرعاش على أنه حركةً عضلية منتظمة غير إرادية تتضمن حركات ذهاب وإياب (تذبذبات) لجزءٍ أو أكثر من الجسم. يُعتبر الرعاش الأكثر شيوعاً من الحركات اللاإرادية ويُمكن أن يُصيب اليدين، والذراعين، والوجه، والصوت، والجذع والساقين.
تحدث مُعظم حالات الرعاش في اليدين. وفي بعض الأشخاص، يُعد الرعاش عرضاً لإضطرابٍ عصبيٍ أو يظهر كتأثير جانبي لبعض العقاقير. ومع ذلك، يحدث الشكل الأكثر شيوعاً من الرعاش على خلاف ذلك عند الأصحاء إلى حدٍ كبير. ومع أن الرعاش غير مهددٍ للحياة، فيُمكن أن يكون مربكاً لبعض الناس ويجعل أداء المهام اليومية لديهم أمراً أكثرُ صعوبة.
اعتبارات مهمة
قد يحدث الرعاش في أي عمر. وهو أكثر شيوعاً عند المسنين. يُظهر الرعاش عند أي شخصٍ عندما يحرك يديه. وقد يؤدي كلاً من التوتر، والتعب، والغضب، والخوف، وتناول الكافيين، والتدخين إلى تفاقهم هذا النوع من الرعاش.
قد يكون الرعاش الذي لا يزل مع مرور الوقت علامةً على وجود مشكلةٍ صحيةٍ ويجب التحقق منه من قبل أخصائي الرعاية الصحية.
الرعاش الأساسي هو نوع الرعاش الأكثر شيوعاً. وتنطوي الاهتزازات فيه في معظم الأحيان على حركاتٍ صغيرةٍ، وسريعةٍ. وعادةً ما يحدث عندما نحاول القيام بشيءٍ ما، مثل تناول شيءٍ أو الكتابة. وقد يسري هذا النوع ضمن عائلات معينة أيضاً.
أسباب الرعاش :
يحصل الرعاش بشكلٍ عام بسبب مشاكل في أجزاء من الدماغ تتحكم بالعضلات في جميع أنحاء الجسم أو في مناطق محددةً، كالأيدي. تشمل الاضطرابات العصبية أو الحالات التي قد تسبب الرعاش التصلب المتعدد، والسكتة الدماغية، وإصابات الدماغ، وأمراش التنكيس العصبي التي تُتلف أو تحطم أجزاء من جذع الدماغ أو المُخيخ. تشمل الأسباب الأخرى استخدام بعض الأدوية (كالأمفيتامينات، والستيروئيدات، والعقاقير المُستخدمة في علاج اضطراباتٍ نفسيةٍ معينة)، أو تعاطي الكحول أو سحبه، أوالتسمم بالزئبق، أوفرط نشاط الدرق، أو فشل الكبد. هناك بعض الأشكال الموروثةُ من الرعاش وتسري في عائلات معينة، إلا أن الأشكال الأخرى هي مجهولة السبب.
أعراض الرعاش :
فيما يلي علامات وأعراض الرعاش الأساسي:
- يبدأ تدريجياً
- يتفاقم مع الحركة
- عادةً ما يحدث في الأيدي أولاً، مُصيباً إحدى اليدين أو كلتاهما
- قد يتضمن حركة “نعم – نعم” أو “لا – لا” للرأس
- ربما يتفاقم بفعل الضغط النفسي، أو التعب، أو تناول الكافيين أو درجة الحرارة الشديدة
[size]
تشخيص الرعاش :يستطيع الطبيب أن يُحدد أثناء الفحص الطبي ما إذا كان الرعاش يحدث في المقام الأول أثناء العمل أو عند الراحة. سيتحقق الطبيب أيضاً من تناظر الرعاش، أو أي خسارةٍ حسيةٍ، أو ضعفٍ أو ضمورٍ في العضلات، أو انخفاضٍ في المنعكسات.
قد يُبين التاريخ العائلي المُفصل ما إذا كان الرعاش موروثاً. يُمكن لاختبارات الدم والبول أن تكتشف خلل وظيفة الغدة الدرقية، وغيره من الأسباب الأيضية. كما تساعد هذه الاختبارات أيضاً على تحديد الأسباب المُساهمة بالرعاش مثل تفاعل العقاقير، أو إدمان الكحول المزمن، أو غيرها من الحالات أو الأمراض. قد يُساعد التصوير التشخيصي كالتصوير المقطعي المثحوسب او التصوير بالرنين المغناطيسي على تحديد ما إذا كان الرعاش ناتجاً عن خلل هيكلي أو اعتلالٍ في الدماغ.
سيُجري الطبيب فحصاً عصيباً لتقييم وظيفة الأعصاب والمهارات الحركية والحسية. صُممت الاختبارات لتُحدد أيَ قصورات وظيفيةٍ، كصعوبة الكتابة اليدوية أو القدرة على حمل إناءٍ أو فنجان. ربما يطلب الطبيب من المريض أن يضع إصبعه على قمة أنفه، أو يرسم دوامةً، أو أن يُنفذ مهامٍ أو تمارين أخرى.
قد يطلب الطبيب إجراء مخطط كهربية العضل ليُشخص مشاكل العضلات أو الأعصاب. يعمل هذا الاختبار على قياس نشاط العضلات اللاإرادية واستجابة العضلات لتحفيز العصب.
العلاجات والعقاقير :قد لا يحتاج بعض المصابين بالرعاش الأساسي للعلاج إذا كانت أعراضهم خفيفةً. ولكن إذا جعل الرعاش من العمل أو إنجاز النشاطات اليومية أمراً صعباً، فقد يحتاج المريض لمناقشة الخيارات العلاجية مع طبيبه.
الأدويةحاصرات بيتا: تساعد حاصرات بيتا كالبروبرانولول على شفاء الرعاش عند بعض الأشخاص. تشمل حاصرات بيتا الأخرى التي قد يتم استخدامها الأتينولول، والميتوبرولول، والنادولول والسوتالول.
الأدوية المُضادة للإختلاج: قد تكون أدوية الصرع كالبريميدون فعالةً عند الأشخاص الذين لم يستجيبوا لحاصرات بيتا. تشمل الأدوية الأخرى التي قد يتم وصفها الغابابينتين gabapentin والتوبيراميت topiramate.
المُهدئات: قد يستخدم الطبيب عقاقير كالألبرازولام والكلونازيبام ليعالج الأشخاص الذين يتفاقم الرعاش لديهم بفعل التوتر والقلق.
حقن البوتوكس: ربما تكون حقن البوتوكس مفيدةً في علاج بعض أنواع الرعاش، وخصوصاً رعاش الرأس والصوت. يمكن لحقن البوتوكس أن تُحسن الرعاش لمدةٍ تصل إلى ثلاثة أشهرٍ في المرة الواحدة.
قد يقترح الطبيب على مريضه المشاركة في العلاج الطبيعي أو المهني. ربما يُعلم المُعالج الطبيعي المريض تمارين معينةً لتحسين قوة العضلات، والتحكم والتنسيق
ربما يساعد المُعالج المهني مريضه على التكيُف مع الرعاش الأساسي. قد يقترح المُعالجون أجهزة التكيُف لتخفيض تأثير الرعاش على النشاطات اليومية، بما فيها:
[/size]
- الأكواب والأواني الأثقل
- أوزان المعصم
- أدوات الكتابة الأثقل والأوسع، كأقلام القبضة الواسعة
[size]
الجراحةقد يكون إجراء العمليات الجراحية، والتحفيز العميق للدماغ، خياراً للأشخاص الذين يُعتبر رعاشهم شديداً والذين لا يستجيبون للأدوية.
ربما تشمل التأثيرات الجانبية للجراحة مشاكل في التحكم بالحركة أو الكلام، ومشاكل في التوازن، والصداع والضعف. بينما، يكون التحفيز العميق للدماغ فعالاً في علاج الرعاش الأساسي الشديد. غالباً ما تكون التأثيرات الجانبية نادرةً وتزول بعد مرور بعض الوقت أو تعديل الجهاز.[/size]