كأس من عصير البنجر الطازج يعيد الضغط إلى معدلاته الطبيعية
د. شريفة بنت محمد العبودي
البنجر من الخضراوات غير المعتادة على موائدنا المحليّة، ولكن العولمة أتت به إلى الأسواق والمحلات بسبب غناه بالطعم والنكهة والفائدة. والبنجر من الخضراوات الدرنيّة التي تشبه البطاطس ولكنه مستدير الشكل مغبرّ اللون من الخارج ولونه من الداخل قرمزي غامق وغنيّ.. وليست الدرنات، أي ثمرات البنجر، هي وحدها المفيدة بل أوراق البنجر من أكثر الخضراوات الورقيّة غنى بالعناصر الغذائية، فأوراقه أغنى بالحديد من السبانخ، ولكن يندر وجود البنجر بأوراقه في أسواقنا، فأوراق البنجر تذبل بسرعة بينما تبقى الدرنات صالحة للأكل لمدة طويلة، ولذلك، يا خسارة، يتخلص المزارعون ومسوقو الخضراوات من رؤوس البنجر الخضراء بدون أن يعلموا بمدى غناها بالعناصر الغذائية. ولدرنات البنجر (ثماره التي تؤكل أو تعصر) فوائد منها:
- خفض ضغط الدم المرتفع: فكأس من عصير البنجر الطازج يعيد الضغط إلى معدلاته الطبيعية خلال ساعات.
- مكافحة الالتهابات: فالبنجر متفرد بكونه غنيا بالبيتين betaine وهو مادة كيميائية طبيعية تستخلص من البنجر وتعمل بإذن الله على حماية الخلايا والأعضاء الداخلية وتحسّن من أدائها.
- زيادة النشاط: فإذا كانت هناك حاجة لزيادة النشاط، خاصة للرياضيين، يمكن شرب عصير البنجر قبل بداية التمارين الرياضية أو بذل المجهود لأن البنجر غني بالعناصر الغذائية التي تحسّن من مرور الأكسجين في خلايا الجسم.
- له خصائص مانعة لنشوء الأورام: فقد أظهرت الأبحاث أن خلاصة عصير البنجر قد قللت من حجم الأورام الناشئة.
- غني بالفيتامينات والمعادن والألياف: ففي البنجر فيتامين ج المقوي لجهاز المناعة، وفيتامين ب الغني بالفوليت الذي يقلل بإذن الله من خطر التشوهات الخلقية. وبه البوتاسيوم الضروري لمرونة الأعصاب والعضلات، والمنغنيز المفيد للعظام وللكبد وللكلى والبنكرياس.
- مانع للأكسدة: فالبنجر يدعم ما يسمى في الجسم بالمرحلة الثانية من التخلص من الأكسدة، فجزيئات البنجر تلتصق بجزيئات السموم التي يفككها جهاز المناعة، ثم تحملها معها خارج الجسم.
ومن المهم التنويه إلى ضرورة الاستفادة من الجزء العلوي الأخضر من البنجر (ولم يسبق لي ان رأيته برأسه الأخضر في محلاتنا). فالرأس الأخضر غني جداً بجملة من العناصر الغذائية، ففيه بروتين وفسفور وزنك وألياف ومغنيسيوم وبوتاسيوم ونحاس ومنجنيز وفيتامينات ب6 وَ أ وَ ج وكالسيوم وحديد. ولذا فتناول رؤوس البنجر يكافح وهن العظام ويقي من الخرف ويقوي جهاز المناعة. ورؤوس البنجر الخضراء قاسية قليلاً وتحتاج إلى المعالجة (مثلها مثل السبانخ أو أوراق الكرنب kale) فيمكن سلقها بالبخار أو طهيها مع غيرها من الخضار بطريقة الطهي السريع بقليل من زيت الزيتون او زيت السمسم (كالخضار الصينية). أو يمكن خلطها مع الفواكه أو الخضار بالخلاط القوي لتحضير سموذي فواكه أو خضار غني جداً بالعناصر الغذائية. وإليكم طريقة سلطة تستخدم ثمار البنجر:
تُسلق بضع حبات من البنجر بقشرها حتى تصبح طريّة (أو يمكن لفها بقصدير ووضعها في الفرن لمدة حوالي ساعة حتى تلين). تقشر حبات البنجر بعد أن تبرد ثم تقطّع إلى مكعبات صغيرة. يحضّر تابل مكوّن من خل عضوي وعسل وزيت زيتون وقليل من الخردل وقليل من البصل المفروم ناعم جداً، تخفق معا حتى تتجانس. يفرش صحن تقديم السلطة بأوراق السبانخ الغضّة ثم يصبّ التابل على مكعبات البنجر وتوضع فوق أوراق السبانخ. تجمّل السلطة بجوز (عين جمل) مفروم وقليل من جبن الماعز وتقدّم بالهناء والعافية.