لينة عبدالعزيز الغنيم *
يتردد كثيرًا في مجالس الناس هذه الأيام حديث عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (الكورونا)، يتخوفون منها ويخشون الإصابة بها، بين حديث رجل مازح ورجل مبيِّنٍ ناصح.. إذا ما هي حقيقة ذلك الفايروس؟ وهل هو مدعاة لهذا القلق الشديد بين الناس؟ أم أنه قد ترأس حديث مجالسهم لا أكثر!
الوقاية هي أولوية ومطلب وأولى خطوات مكافحة الفيروس وإيقاف انتشاره بإذن الله، فطريقة الوقاية من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (الكورونا) وُضّحت بناءً على توصيات العلماء المختصين في اللقاء الطبي الدولي بالرياض:
غسل اليدين بالماء والصابون واستخدام المعقمات بانتظام، وهو من أهم الاجراءات الوقائية من أي مرضٍ، وقد تتساءل ما الفرق بين غسل اليدين بالماء والصابون وغسلهما بالمعقم، وتكمن الإجابة في أنه يفضل غسل اليدين بالماء والصابون في أوقات محددة وذلك قبل الأكل وبعده، أو بعد الخروج من دورة المياه، أو عندما تكون اليدين متسخة بشكل واضح ويجب أن لا تقل مدّة غسل اليدين عن 40 -60 ثانية مع التخليل بين الأصابع (تمرير الماء بين الأصابع مع الفرك) والتركيز على خطوط الكف التي قد تنسى مع العجلة.. أما إذا لم تكن متسخة بشكل واضح فمن الأفضل غسلهما بالمعقم، فهو أسرع وأكثر فعالية.
تجنب لمس العينين والأنف والفم باليد مباشرة، وذلك قدر الإمكان؛ لأنها من الأماكن التي تسهل للفيروس الدخول منها لجسم الإنسان.
استخدام المنديل عند السعال أو العطس والتخلص منه فورًا في سلة المهملات، وإذا لم يتوفر المنديل فعليك باتباع آداب السعال والعطس كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم باستخدام أعلى الذراع.
تجنب الاختلاط بالمصابين، وإن اضطررت لذلك فعليك لبس الكمامة المناسبة لمقاسك واستبدالها كل ساعتين.
الحفاظ على النظافة العامة.
الحفاظ على العادات الصحية فهي تعزز مناعة الجسم مثل الحرص على أكل الغذاء الصحي مثل الخضار الفواكه بعد غسلهما جيدًا، والمشي مدة نصف ساعة إلى ساعة في اليوم.
وهناك بعض النصائح الإضافية في حال التخطيط للذهاب للعمرة والحج منها استخدام الكمام في مواقع الزحام وغسل اليدين بعد نزعه، وكذلك تجنب مشاركة المصابين في أدواتهم الخاصة مثل المشط أو مقص الشعر، الأظافر، الملاعق أو الاشواك أو الأكواب عند الأكل، منشفة الجسم أو الشعر، موس الحلاقة أو أي أداة أخرى، وأيضاً إذا كنت تعاني من مرض مزمن مثل فشل كلوي، أو مرض رئوي مزمن، أو السكري أو غيره فعليك أن تستشير الطبيب قبل الذهاب للحج أو العمرة، وأخيراً تجنب ملامسة الجمال أو شرب ألبانها غير المبسترة أو أكل لحومها غير المطهية.
انتقال الفيروس من شخص إلى آخر يتم عن طريق الاتصال المباشر بالمصابين به (من الأفضل أن تكون المسافة الفاصلة بينك وبين المصاب أكثر من متر واحد لتجنب العدوى)، أو الرذاذ المتطاير من المريض أثناء السعال أو العطس، لمس أدوات المريض ثم لمس الفم أو الأنف أو العين، مع إمكانية انتقاله عن طريق الابل وهو ما لم يتم اثباته علمياً ولكن تدور حوله شكوك كثيرة.
أما أعراض الفيروس فتتشابه مع أعراض الإنفلونزا الموسمية مثل ارتفاع في درجة الحرارة، سعال (كحة)، ضيق في التنفس، احتقان بالأنف والحلق، وإسهال في بعض الحالات، أما في الحالات المتقدمة فقد تصل إلى الفشل التنفسي.
وعلى من يشتبه إصابته بفيروس الكورونا أن يتناول الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنات وفق إرشادات الطبيب، الإكثار من تناول السوائل، أخذ قسط كافٍ من الراحة، تناول الغذاء الصحي الغني بالخضار والفواكه. ومن المهم زيارة الطبيب في حالات معينة وهي: عند اشتداد أعراض المرض، أو المصابين بالأمراض المزمنة خاصّة أمراض الكلى، أو المصابين بالأمراض التي تؤثر على جهاز المناعة، أو كبار السن، أو إذا كنت من العاملين الصحيين كالطبيب او الأخصائي او الممرض وغيرهم، وأخيرًا إذا كنت من المخالطين للإبل وذلك من باب الاحتياط.
وتم بحمدالله تخصيص هذا الرقم (937) كخط مباشر من قبل وزارة الصحة وأصبح الآن مسؤولًا عن استقبال وتنسيق وتحويل حالات الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا) المؤكدة أو المشتبهة في وحدات العناية المركزة بالمستشفيات في كافة المناطق والمحافظات إلى المراكز الطبية المخصصة للتعامل مع حالات كورونا.
فعلى المسلم أن يعلم أن الأخذ بأسباب وطرق الوقاية لا ينافي التوكل على الله، بل انه إذا توكل على الله وترك الأخذ بالأسباب أصبح متواكلًا وليس متوكلًا.
* قسم التثقيف الصحي