للنساء فقط .. الجلوس و«انقطاع الطمث» خطر يهدد عظامك
محيط ـ مــروة رزقخشونة المفاصل رابع أكبر وأهم مسبب للإعاقة في النساء50 % من النساء فوق سن الأربعين يعانون من الهشاشةالمشروبات الغازية والتدخين ونقص فيتامين “د” يؤثر على العظاماحذري.. تناول أدوية منع الحمل تهدد عظامكهناك علاقة بين التهاب اللثة وآلام المفاصل“اللص الصامت” أو هشاشة العظام.. أكثر أمراض العظام انتشاراً في العالم وتكمن خطورته فى عدم وجود أعراض واضحة، ويسبب ضعفاً تدريجياً في العظام يؤدي إلى سهولة كسرها، وخاصةً النساء في منتصف الأربعينات.
ويحتفل العالم خلال هذه الأيام باليوم العالمي لـ”هشاشة العظام”، من أجل زيادة الوعي والتعريف بهذا المرض الشائع والخطير.
وأكد الدكتور سعد رشاد استشاري جراحة العظام والمفاصل بجامعة الاسكندرية، في حديث خاص لـ”محيط”، أن تناول المشروبات الغازية والوجبات السريعة وزيادة الوزن، وعدم ممارسة المشي والرياضة، اعتماداً على وسائل المواصلات، هى الخطوات الأولى لينضم الإنسان إلى قائمة مرضى التهاب المفاصل والعمود الفقرى، المرض الذي يعد من أكثر الأمراض شيوعا والذى يؤثر على إنتاجية الفرد وعلى قدرته على القيام بالأنشطة اليومية.
وأوضح رشاد أن هناك مهن عديدة تساهم في انتشار تلك الأمراض لدى أصحابها خاصة تلك المهن التي يستخدم أصحابها الكمبيوتر، مما يؤدى إلى جلوسهم فترة طويلة، فأكثر ما يؤلم المفصل هو الجلوس طويلاً أو الوقوف طويلاً، فغذاء المفصل هو الحركة، أما بالنسبة للوقاية من المرض فهو الحفاظ على الوزن المناسب، ممارسة الرياضة والحركة لتليين المفاصل.
الهشاشة والنساءتعد خشونة المفاصل والتهاب فقرات العمود الفقري هى رابع أكبر وأهم مسبب للإعاقة في النساء، وثامن أكبر وأهم مسبب للإعاقة في الرجال على مستوى العالم، ويتوقع أن يزيد معدل إنتشار المرض إلى 18.2% بحلول عام 2020 نتيجة الزيادة في أعداد كبار السن، حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية.
وأشار رشاد أن 50% ممن هم فوق سن الأربعين يعانون من أمراض هشاشة العظام والتهاب المفاصل والالام الروماتيزمية، وذلك نتيجة المعاناة المتتالية التي يتعرضون لها من عمل خارج المنزل والتزامات أسرية طوال اليوم، ونتيجة لهذا الضغط الجسدي، ينتج بالطبع ضغط عصبي يزيد من احتمال الإصابة بالتهابات المفاصل والعمود الفقري.
وأكد أن هشاشة العظام تصيب حوالي 25 إلى 30% من المصريين، حيث أن 54% من السيدات بعد انقطاع الطمث تعانين من وهن العظام، و 28.4% من السيدات تعانيين من هشاشة العظام، أما الرجال 26% منهم يعانون من وهن العظام، و21.9% يعانون من هشاشة العظام.
وأضاف أن عظامنا عبارة عن أنسجة حية تتغير باستمرار، ومن لحظة الولادة حتى مرحلة الشباب، تنمو العظام وتزداد قوتها، وتكون عظامنا في أقوى حالاتها في سن العشرينات، وكلما نتقدم في العمر، تبدأ بعض خلايا عظامنا في التحلل، وتتكون خلايا عظمية جديدة، وتعرف هذه العملية باسم “إعادة البناء”.
أسباب الهشاشةهناك العديد من العوامل المسببة لهشاشة العظام وهى كبر السن، إضافة إلى جنس المريض، فالنساء أكثر عرضة للإصابة، بالإضافة إلى أن الإصابة بكسر سابق ناتج عن الهشاشة والتاريخ العائلي للمرض يعتبرا من أهم العوامل.
كما أن صغر هيكل الإنسان يعد أحد العوامل السلبية، إضافة إلى نقص هرمون الاستروجين المرتبط بانقطاع الطمث، وانخفاض وزن الجسم، مع نقص الكالسيوم “فيتامين د” وعدم كفاية النشاط البدني، فضلاًعن تدخين السجائر.
وأوضح رشاد أن هناك بعض الأمراض التي قد تؤثر بالسلب على العظام مثل لين العظام في مرحلة الطفولة والأشخاص المصابين بالغدة الدرقية، وذلك لأنها تفرز هرمون يؤثر على العظام.
كما حذر رشاد من تناول أدوية منع الحمل، لأنها تؤثر على عظام النساء، مشيراً إلى أن نقص هرونات الأنوثة أو الذكورة تؤثر بالسلب أيضاً على العظام، بجانب عدم الرضاعة الطبيعية للأطفال وعدم التعرض لأشعة الشمس، وأكد على ضرورة استشارة الطبيب خاصةً وأن تناول لأدوية بدون وعي وخاصةً المسكنات ليس الحل الأفضل لهذا المرض، وإنما هو الأسوء.
ونصح رشاد بالابتعاد عن الأطعمة الغنية بمكسبات الطعم والرائحة، مثل القهوة والشاي والكافيين، والمشروبات الغازية.
التهابات اللثة وآلام المفاصلأوضح رشاد أن هناك علاقة بين التهاب اللثة وآلام المفاصل، مشيراً إلى أن وجود ميكروب في الأسنان قد يؤثر على اللثة مما قد يسبب نشاط روماتيزمي يؤثر على المفاصل.
وأضاف رشاد أن طقطقة المفاصل تنقسم إلى نوعين، هناك طقطقة مرضية وطقطقة وظيفية عادية مثل طقطقة اليد فهى عادية أم الركبة فتعتبر مرضية، فقد يكون نتيجة قطع في غضروف أو خشونة في الركبة أو المفاصل.
نصائح لصحتكيعد النظام الغذائي الجيد من أفضل طرق الوقاية فهو يعطي أقصى حجم للعظام ويزيد من كثافتها في أي مرحلة عمرية، ونحن للأسف يفتقد غذاؤنا دائماً للعناصر الغذائية المهمة حيث نزيد من الكم ولا نهتم بالنوعية، وغالباً ما يكون غذاؤنا فاقداً للكالسيوم ولفيتامين “د” وهذا يعنى قلة العظام المتجددة وكثرة الكالسيوم المتسرب إلى الدم، ولذلك فإن الحليب يعد المصدر الأهم للكالسيوم، فالأشخاص الأقل من 50 عاماً يحتاجون إلى 1000 ملجم فى اليوم، أما الأكبر سناً فيحتاجون إلى 1200 ملجم في اليوم، ويحتوي كوب الزبادي على كمية كالسيوم تعادل كوب الحليب.
وينصح بالألتزام برياضة السير حتى يتجنبوا هذا المرض وضرورة اهتمام الآباء بالتأكد من تناول أطفالهم اللبن يومياً، وللأسف حوالى 80% من الأطفال لا يشربون اللبن وهذا يؤدي لمرض هشاشة العظام، ويجب الإبتعاد تماماً عن كل المشروبات الغازية وغيرها مما تحتوي على ثاني أكسيد الكربون الذي يمتص الكالسيوم من الجسم.
كما أوصى الكبار والصغار بتناول الطعام الغني بالكالسيوم مثل الزبادي والجبن القريش واللبن والأسماك وممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي.
كما نصح تناول غذاء صحي للعظام غني بالكالسيوم والبروتينات والحرص على تناول الخضار والفاكهة والحصول على كميات كافية من فيتامين “د”، التخلص من العادات السيئة كالتدخين واتباع الخطوات اللازمة للحفاظ على الوزن الصحي، وتجنب الإصابة بمرض هشاشة العظام والحد من فقدان الكثافة العظمية.
وشدد على أهمية التشخيص المبكر لهشاشة العظام خصوصاً عند انقطاع الطمث قبل بلوغ سن الـ 45 عن طريق الكشف الدوري عن صحة العظام من خلال قياس هشاشة العظام للكشف عن كثافتها.