يصاحبها العديد من المشكلات الطبية للجنين قد تكون مضاعفاتها خطيرة على حياته
الولادة المبكرة يصاحبها العديد من المشكلات الطبية للجنين
أ.د.محمد بن حسن عدار
من اكثر المشاكل التي تؤرق اطباء امراض التوليد واطباء الاطفال حديثي الولادة الولادة المبكرة وذلك لما يصاحبها العديد من المشاكل الطبية التي تؤثر على حياة الجنين و كذلك على الناحية الصحية والنفسية للامهات والاباء بالاضافة للمجهود الطبي و المالي لمقدمي الرعاية الصحية بالمستشفيات.
يعرف الحمل الكامل المدة بانه الحمل الذي تحدث فيه الولادة بين الاسبوعين 37 و 42 من الحمل ويشير المخاض البكر الى حدوث التقلصات التي تبدأ بانفتاح عنق الرحم قبل نهاية الاسبوع 37.
وتبلغ نسبة الولادات المبكره في الولايات المتحدة حوالي 11% من الولادات وعندما يولد الاطفال في هذه القنرة المبكرة يكون لديهم على الاغلب نقص في وزن الولادة يعرف بانه اقل 2.5 كيلوغرام. ويؤدي نقض الوزن بالتشارك مع المشاكل الاخرى المرافقة للولادة المبكرة الى خطر حدوث عدة مشاكل صحية.
تحدث الولادة المبكرة في بعض الاحيان بين الاسبوعين 20 و28 من الحمل و هو يحدث بتواتر اكثر بين الاسبوعين 29 و 37 من الحمل. و لا يعرف احداً تماماً و بشكل دقيق ما الذي يسبب المخاض الباكر و هو عادة ما يحدث في حالات كثيرة عند نساء ليس لديهن عوامل خطر.
و قد حدد اطباء الولادة و مقدموا الرعاية الصحية العوامل التي يبدوا انها تزيد خطر حدوث الولادة المبكرة وتتضمن ما يلي:
• وجود مخاض او ولادة مبكره سابقة.
• الحمل التواميالثنائي او الثلاثي او الحمل المتعدد.
• اجهاض او اسقاط عفوي سابق
• عدوى او حدوث التهاب في السائل الامنيوسي ( السائل المحيط بالجنين داخل الرحم) و كذلك التهاب الاغشية الجنينية.
• زيادة في السائل الامنيوسي و يعرف ب موه السلى.
• وجود تشوهات و عيوب خلقية داخل الرحم.
• مشاكل في المشيمه
• وجود حالات طبية سابقة للحمل لا سيما وجود مرض خطير
• حدوث نزف في اثناء الحمل نفسه
• وجود عيوب في عنق الرحم اما بسبب عيب خلقي او بسبب عمليه سابقة في عنق الرحم او استئصال جزئي لعنق الرحم مما يؤدي الى توسع عنق الرحم و ضعفة و بالتالي حدوث و لادة مبكره.
• حدوث اي عدوى للمراة الحامل تسبب ارتفاع في درجة الحرارة كالتهابات المسالك البولية او الانفلونزا الشديدة المصحوبة بارتفاع درجة حرارة الجسم مما يسبب تحريض لافراز هرمون البروستجلاندين المحفز لحدوث الطلق.
• ارتفاع ضغط الدم مع الزلال و تسمى بحالات تسمم الحمل او ما يعرف طبياً بمقدمات الارتجاج ( بريكلمسيا) و هي حالة تتميز بارتفاع ضغط الدم بعد الاسبوع العشرين من الحمل.
الاعراض و العلامات:
تكون الدلائل على بدء المخاض الباكر بالنسبة لبعض السيدات الحوامل و اضحة لا لبس فيها و قد تكون خفية للبعض الاخر ويمكن ان تحدث تقلصات تبدو و كانها شد في البطن و اذا لم تكن التقلصات مؤلمة فلا يمكن ان تؤكد حدوثها الا بتحسس البطن للشعور بها بواسطة الحص بايدين , و تدخل بعض النسوة في المخاض الباكر دون ان تشعر باي تقلصات رحمية.
تعزو بعض النساء التقلصات احيانا الى وجود الغازات البطنية او الامساك او حركة الجنين و لا تكون التقلصات الرحمية مؤلمة في كثير من الحالات.
ويمكن ان تشمل العلامات الاخرى للمخاض الباكر على ما يلي:
• حدوث ألم في البطن او الظهر او الحوض.
• الشعور بضغط الجنين في اسفل البطن و الحوض باتجاه الاسفل مسببا ضغطاً حوضياً
• حدوث زيادة و تكرار التبول.
• قد يحدث في بعض الحالات اسهال .
• الشعور بمغص مثل الذي يحدث في اثنا الطمث.
• حدوث افرازات مهبلية او نزف مهبلي بشكل خفيف.
• قد يحدث افرازات مائية من المهبل.
اذا حدث نزول مائي من المهبل فقد يكون السائل الامنيسوسي السائل المحيط بالجنين داخل الرحم و هو علامة على تمزق الأغشية المحيطه بالجنين فاذا نزلت السدادة المخاطية و هي تمثل المخاط المتراك على عنق الرحم في اثناء الحمل و يمكن ان تبدو على شكل افرازات كثيفة مصطبغة بالدم. و عند حدوث اي من هذه الاعراض يستحسن زيارة المستشفى للتاكد من التشخيص الصحيح و عدم الانتظار كثيرا.
اذا اشتبه الطبيب بوجود مخاض باكر فان المريضه تحتاج الى اجراء فحص شامل بعض اخد المعلومات السريرة لمدة الحمل و مسيرته و بالتالي اجراء الفحص السريري للبطن و من ثم فحص عنق الرحم للتاكد من توسع عنق الرحم و فيما اذا قد تمزقت الاغشية المحيطة بالجنين و نزول السائل الامنيوسي.
و في بعض الحالات قد يستعمل جهاز مراقبة لقياس مدة التقلصات و الفواصل فيما بينهما و في بعض الحالات تستعمل الاشعة الصوتية لقياس توسع عنق الرحم. او قد يجري اخد عينة من قناة الرحم لتحري وجود نسيج يشبه الغراء (الفيبرو نكتين الجنيني) وهو يفقد مع حدوث المخاض مما قد يساعد على توجيه طريقة العلاج.
وفي حال لم تكن الولادة وشيكة الحدوث فقد يقوم الطبيب المعالج باجراء محاولات ممكنة للمساعدة على استمرار الحمل وايقاف الطلق واعطاء الجنين بمشيئة الله الفرصة لينضج بشكل متكامل ويجرى أخد العوامل التي اذت الى الى حدوث مخاض باكر بعين الاعتبار مع مراعة الحالة الصحية العامة. من المهم جداً ان تكون المريضة في مركز طبي متقدم لديه الامكانيات الطبية للتعامل مع حالات الولادة المبكرة حيث يجب توفر فريق طبي مختص بالعناية بالاطفال الخدج و حضانات متوفره لاستقبال مثل هذه الحالات و قد يستدعى في بعض الحالات احالة المرضى لمستشفيات تتوفر بها هذه الخدمات.
ومع دخول المريضة للمستشفى يتم اخد القصة السريره لمعرفة بدقة عمر الجنين و ذلك بتاريخ اخر دوره شهريه قبل الحمل وكذلك يتم اجراء اشعة صوتية لتحديد عمر الجنين و كذل اجراء فحص فيزيائي للجنين يتضمن دقات قلب الجنين و التنفس والتنففس و مقدار السائل الامنيوسي و حركة و مرونة الجنين. وقد تعطى الام الكورتيزون ففي حالة ان الجنين قد يولد قبل اكتمال النمو وهذا يساعد على تنشيط رئة الجنين لتفادي حدوث فشل في تنفس الجنين الخديج. تتلقى معظم النساء اللواتي لديهن مخاض باكر السوائل عن طريق الوريد و يطلب منهن الراحة في السرير وفي بعض الحالات تؤدي هذه الاجراءات و حدها الى ايقاف المخاض الباكر و اذا استمرت التقلصات وتوسع عنق الرح فتعطى المريضة عقارات مثبطات الطلق لايقاف المخاض الباكر وتعرف بالتوكليتك وهذه مفعولة محدود ولا يتعدى ايام بسيطة و لاكنها مفيده حيث تعطى فرصة ربما لنقل المريضة لمركز متقدم تتوفر فيه جميع الوسائل للعناية بالطفال الخدج و كذل تعطي فرصة للكورتيزون لتنشيط رئة الجنين.
إن الولادة المبكره يصاحبها العديد من المشاكل الطبية للجنين التي قد تكون مضاعفاتها خطيرة على حياة الجنين وأهمها وأكثرها حدوثا فشل التنفس و كذلك الالتهابات الخطيرة والنزف الدماغي وهبوط الحرارة وضعف المناعة بالاضافة للتغيرات الكيميائية للاملاح و المعادن بجسم الجنين.
حدوث ألم في البطن أو الظهر أو الحوض من العلامات للمخاض الباكر