يتهاتف الكثير منا على استخدام هرمون النمو في طفولته وخاصة أولئك الذين يعتقدون بأن قاماتهم أقل طولا من غيرهم. وقد يكون بالفعل بعضهم يعاني من نقص الطول بسبب نقص هرمون النمو. والتساؤل المطروح هنا: هل هرمون النمو فقط لمن عانى من نقصه أثناء الطفولة ومرحلة النمو الطولي، أم أن دوره يمتد لما بعد البلوغ وبعد النضج وبعد الاكتمال الفعلي للنمو؟ ويمكننا طرح هذا التساؤل بصورة أخرى تكون أقرب لمعرفة الإجابة وهي: هل نحن من بلغنا ومن اكتمل نمونا؟ هل غددنا الصماء مازالت تفرز هرمون النمو، كما كانت كذلك أثناء الطفولة؟ الإجابة نعم، فإذا ما قمنا بقياس مستوى هرمون النمو لدى الشخص البالغ نجده مرتفعا أو على الأقل متواجد. أي أن البالغين لديهم إفراز لهرمون النمو ويمكن تقدير مستواه، وهذا الأمر يدل بصورة واضحة على حاجة الشخص البالغ لهرمون النمو، وقد يكون السؤال الذي يلي هذا السؤال وبعد معرفتنا بحاجة الإنسان البالغ لهرمون النمو هو: ما أهمية هرمون النمو بعد البلوغ؟ بلا شك أن هرمون النمو بعد البلوغ لن يكون للنمو الطولي، فالنمو الطولي قد اكتمل ولا بد لهذا الهرمون من فوائد أخرى، وسيكون هذا هو محل حديثنا اليوم وهو هرمون النمو وفوائده للشخص البالغ وكيف أن الهرمونات بصفة عامة وهرمون النمو بصفة خاصة لا يقتصر عملها على هدف واحد ولكن أهداف متعددة.