الحبسة الكلامية.. أعراضها وعلاجها؟
الأخصائية نادية عاشور *
هي اضطراب في التواصل يحصل بسبب خلل في مناطق الدماغ مسؤولة عن فهم وتخزين وصياغة اللغة، عندما نتعلم الكلام يقوم الدماغ بتخزين الكلمات ومعانيها وقواعد تكوين الجمل، هذه العمليات الدماغية تصبح مضطربة لدى الأشخاص الذين يعانون من الحبسة الكلامية فيصعب عليهم التواصل بشكل سلس.
أعراض الحبس الكلامي تتمثل في صعوبة في اللغة الاستيعابية فتصبح اللغة الأم كأنها لغة أجنبية أو غير مفهومة أو مألوفة للشخص، وفي بعض الحالات يستطيع الشخص فهم بعض الكلمات وفي حالات أخرى يصعب على الشخص فهم أي شيء من كلام المتكلمين حوله، ومن الأعراض صعوبة في اللغة التعبيرية، فيجد الشخص صعوبة في إطلاق المسميات، أي أن هناك صعوبة في تسمية الأشياء والأشخاص، على سبيل المثال ينظر الشخص إلى صورة كأس ويقول «نشرب به» فهو يعلم ما هو ولكنه غير قادر على إطلاق أو إخراج المسمى الصحيح للشيء، ومن ناحية أخرى قد يتمكن الشخص من أن يعرف مسميات الأشياء ولكن يجد صعوبة في نطقها النطق الصحيح، فتخرج كلمات خاطئه أو غير مفهومة، على سبيل المثال قد ينوي الشخص أن يقول كلمة «سيارة» فيقول «فيارة» وهي كلمة ليس لها معنى أو قد يبدلها بكلمة قريبة منها في المعنى أو الشكل فيقول مثلاً «طيارة»، ومن الأعراض أيضاً أن يجد الشخص صعوية في القراءة، فتصبح القراءة صعبة لدى الشخص المصاب بالحبسة الكلامية فقد يكون الشخص قادراً على قراءة وفهم كلمة واحدة ولكن يصعب عليه فهم وقراءة الجمل الطويلة، وأخيراً من الأعراض صعوبة في الكتابة، فيصعب على الشخص أحياناً أن يتعرف على أشكال الحروف أو كتابتها، وقد يحاول كتابة كلمة معينة ولكنه يكتب كلمة مختلفة أو شبيهة لها، على سبيل المثال كلمة «سيارة» قد تكتب «فيارة» أو «طيارة» ، ويمكن ملاحظة وجود تشابه في نمط الأخطاء اللغوية عند اللفظ والكتابة لدى الأشخاص الذين يعانون من الحبسة الكلامية.
ويقوم أخصائي النطق واللغة والبلع بالتركيز على تقييم وعلاج مشاكل النطق، اللغة، الاضطرابات العقلية ومشاكل البلع، ولعلاج مشاكل النطق يقوم الأخصائي بتقييم وعلاج مخارج الحروف لزيادة وضوح الكلام أو توفير وسائل مساعدة - بديلة للمرضى الذين يعانون من صعوبات شديدة في النطق، ويتكون علاج اضطرابات اللغة المكتسبة، والتي تسمى الحبسة الكلامية، من تمارين لزيادة مستوى التعبير و - أو فهم اللغة، بما في ذلك الاستماع، والقراءة، والتحدث، والكتابة، فضلا عن إجراء العمليات الحسابية.
يعتمد مقدار الوقت الذي يستغرقه المريض لاستعادة قدراته، على عوامل أهمها: مكان الإصابة في الدماغ وشدتها، المضاعفات الطبية، عمر المريض، مدة بقاء المريض في غيبوبة، شخصية المريض ومهارات ما قبل الإصابة، الوقت بين تاريخ وقوع الإصابة وبداية التأهيل، دعم الأسرة والمحيط البيئي، مدى توفر الخدمات التأهيلية للمريض، وكلما كان التدخل التأهيلي مبكراً، كلما كانت النتائج أكثر إيجابية.
* عيادة التخاطب والبلع