د. عبدالعزيز بن محمد العثمان
تزداد الحموضة عند كثير من الناس في رمضان، وتكون أكثر سوء لدى من يعانون أصلاً من التهاب المعدة أو قرحة المعدة أو الإثنى عشر. هناك أسباب كثيرة لحرقة المعدة ولكن أكثر مسبباتها هو تناول كمية كبيرة من الأغذية المقلية مثل السمبوسة واللقيمات وغيرها ثم التمدد بعدها مباشرة ، أوتناول الأغذية الحمضية مثل الفواكه الحمضية والأناناس وشرب المنبهات التي تحتوي على كافيين ومنها القهوة والمشروبات الغازية والشوكولاته كما أن تناول الأغذية المعلبة ومن أهمها العصائر يسبب الحرقان. فامتلاء المعدة بالأكل والسوائل يجعلها غير قادرة على احتواء تلك الكميات ولا هضمها وتصريفها للأمعاء مما يسبب ضغطاً على عضلة فوهة المعدة التي تربطها بالمريء مما يسبب ضعفاً لتلك العضلة أو المصرة فيعود بعض الطعام المخلوط بحمض المعدة إلى أعلى فيسبب تآكلاً للجدار المبطن للمريء والذي ليس لديه خصائص الجدار الداخلي للمعدة أي لا يكون مبطناً بالمادة المانعة لوصول الحمض للنسيج اللحمي، وتكون النتيجة التهابا مؤلماً يسمى حرقة المعدة. كما أن التدخين يعد من المسببات الرئيسية للحموضة.
أكثر من يصاب بحرقة المعدة هم الأشخاص البدينين حيث يضغط الشحم الداخلي في البطن على المعدة من الخارج ويضغط الغذاء الزائد عن الحاجة من الداخل فيسبب الحرقة. كما أن حوالي 40% من كبار السن معرضون لحرقة المعدة.
يتهكم البعض بكثرة التجشؤ في صلاة المغرب لدى البعض، وسبب انتشار ذلك هو الأكل ولاشرب الزائد عن قدرة المعدة لاحتوائه، وبتكرار هذه العادة السيئة يتحول الوضع لالتهاب أو لقرحة في المريء.
هناك مرض آخر اسمه ارتجاع المريء وهو نتيجة تكرار التهاب تلك المصرة مما يسبب ارتجاع بعض الأكل المهضوم بالحمض المعوي لأعلى فيسبب تهتكاً للجدار الداخلي للمريء وهذا يحتاج تدخلاً طبياً لعلاجه بالإضافة لحمية خاصة بذلك.
للتخلص من الحرقان المعوي لابد من تقليل وتنظيم الأكل والابتعاد تماماً عن الأغذية المسببة له وتقليل منتجات الحليب كاملة الدسم و الأغذية المنتجة للغازات أوالمثيرة لبطانة القناة الهضمية مثل البصل والثوم والفجل والخيار والملفوف والفلفل الحار وبعض المكسرات، والتقليل من النعناع والأغذية الجديدة التي لم يتعود الشخص على تناولها. كما أن هناك أغذية تخفف الحرقان مثل تناول الأغذية الغنية بالألياف مثل الخضروات مثل البطاطس و البروكلي والفواكه الطازجة غير الحمضية مثل الموز والحبوب الكاملة غير القمح مثل الشوفان، والرز البني.