عندما يُزَف خبر الحمل للأم؛ وبعد مرورها بهذه الرحلة الطويلة وعند ولادة الطفل يفرح به جميع من حوله من الأهل والأصدقاء وغيرهم، وينشغل الجميع بالتهنئة، لذا لا بد من إلقاء الضوء على بعض النقاط المهمة للأم الحامل والمرضع ورضيعها.
من المهم عند زيارة الأم (الحامل أو المرضع) للطبيب أو الصيدلاني إخباره بأنها حامل أو أنها ترضع طفلها رضاعة طبيعية؛ لأن ذلك قد يؤثر على نوعية الخطة العلاجية المتبعة، لأن بعض العلاجات قد تصل إلى الجنين وهو في بطن أمه وتؤثر فيه، وبعضها قد يخرج مع الحليب، وقد ينصح الطبيب والصيدلاني الأم المرضع بإرضاع الطفل أو عدم إرضاعه، ومن ثم تناول العلاج، وعدم إرضاع الطفل بعدها بعدة ساعات يحددها الطبيب والصيدلاني تبعاً لنوع العلاج المستخدم مثل بعض أنواع المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية، إضافة لتحديد ساعات الرضاعة، وقد يقرر الطبيب والصيدلاني التخلص من حليب الأم بعد وقت معين من تناول العلاج، وفي بعض الأحيان قد يكون من الأفضل لصحة الأم المرضع التوقف عن الرضاعة الطبيعية عند استخدام بعض أنواع العلاجات النفسية، وعلى الأم الحامل والمرضع أن تحافظ على صحتها بتناول كميات كافية من الماء وتناول الأغذية الصحية كلما شعرت بالجوع، حتى لو كانت بكميات قليلة وبفترات متقاربة، وألا تقلق بالنسبة لزيادة الوزن لأن نمو الجنين والطفل عقليًا وجسديًا يعتمد عليها اعتماداً كليًا، بالإضافة إلى الابتعاد عن المشروبات الغازية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين كالشاي والقهوة، وكذلك المأكولات الجاهزة السريعة لأنها تحتوي على سعرات حرارية عالية بدون قيمة غذائية.
بعد ولادة الطفل تقرر الأم إرضاع طفلها سواء رضاعة طبيعية أو صناعية، ولكن قبل اتخاذ هذا القرار يجب عليها ألا تنسى أن الرضاعة الطبيعة لها فوائدها للطفل فهي تقلل نسبة الالتهابات عن طريق رفع المناعة، ولها فوائدها للأم بتقليص حجم الرحم ورجوعه للحالة الطبيعية قبل الحمل، بالإضافة لتقليل نسبة الإصابة بسرطان الثدي وغيرها، ولا ننسى أهم سبب وهو تقوية الروابط الحميمة بين الأم وطفلها.
أما بالنسبة للأطفال فبعضهم قد يحتاج لبعض المكملات الغذائية أو استخدام بعض العلاجات، وقد ينصح الطبيب أو الصيدلاني بعدم إعطاء الطفل بعض العلاجات مع حليب الأم أو الحليب الصناعي، وفصلها بساعتين قبل وبعد تناول العلاج مثل الحديد، ولعل من أهم المشاكل التي يواجهها الطفل حديث الولادة هي طفح الحفاظ وهو عبارة عن ظهور حبيبات صغيرة حمراء اللون كبداية في منطقة الحفاظ؛ ولعل من أهم الطرق للتصدي لهذه المشكلة والوقاية منها هي استبدال الحفاظات باستمرار، وتفادي استخدام أي مستحضرات تحتوي على عطور أو مواد مهيّجة لجلد الطفل، مع استخدام الفازلين والمستحضرات المحتوية على أوكسيد الزنك، والابتعاد عن المستحضرات المحتوية على الكحول الطبي.
يجب التنويه أنه لدى إصابة الطفل بالتهاب ووصف الطبيب المضاد الحيوي المناسب له بضرورة إكمال مدة المضاد الحيوي كاملة وألا يتم التوقف بمجرد استقرار حالة الطفل أو اختفاء الأعراض المصاحبة، لأن ذلك قد يزيد من مقاومة البكتيريا لهذا المضاد.
كما من المهم التنويه بعدم استخدام الأعشاب والخلطات العشبية الموصوفة للأم الحامل أو المرضع أو الأطفال من قبل الأهل أو الأقارب أو العطّارين لعدم معرفتنا الكافية بكيفية تأثيرها وعملها، وأخيراً تذكّروا أنه يجب إبعاد العلاجات والأدوية عن متناول أيدي الأطفال.