غير حياتك واهزم القلق

من الطبيعي أن تشعر بالقلق أحياناً، ويمكن أن يكون القلق المستمر من علامات اضطراب القلق العام، ويصاب الأطفال أو البالغون بهذا الاضطراب، وتُشكل الحياة معه تحدياً شديداً، فهل هناك تغييرات في نمط الحياة وعلاجات بديلة ثبتت فعاليتها؟

* نمط الحياة والعلاجات المنزلية
بينما يحتاج معظم الأشخاص المصابين باضطرابات القلق إلى العلاج النفسي أو الأدوية للسيطرة على القلق، يمكن أيضاً لتغيير أنماط الحياة أن يُحدث فرقاً، وفيما يلي ما يمكنك فعله:

المداومة على النشاط البدني يحسن مزاجك ويساعدك على البقاء بصحة جيدةاحصل على المساعدة مبكراً، فالتأخر في طلب العلاج يؤدي لصعوبة العلاج

- مداومة النشاط البدني
ضع برنامجاً للتمارين الرياضية بحيث تداوم على النشاط البدني معظم أيام الأسبوع، إن التدريب يُعد واحداً من المخفضات القوية للضغط النفسي، فهو قد يحسن المزاج ويساعدك على البقاء بصحة جيدة، ابدأ التدريبات ببطء مع زيادة مقدار وشدة الأنشطة التي تمارسها تدريجياً.

- تجنب الكحوليات والمهدئات الأخرى

- الإقلاع عن التدخين والحد من تناول القهوة أو الامتناع عنها

- استخدم أساليب الاسترخاء
تُعد أساليب التصوير (visualization techniques) والتأمل (meditation)، واليوغا أمثلة على أساليب الاسترخاء التي يمكنها أن تخفف من القلق.

- اجعل النوم أولوية
قم بما يمكنك فعله للتأكد من أنك تحصل على قسط كاف من النوم للشعور بالراحة، وإذا كنت لا تستطيع النوم جيداً، فتفضل بزيارة الطبيب.

- تناول طعاماً صحياً
الطعام الصحي - مثل التركيز على الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والسمك - قد يكون مرتبطاً بتقليل القلق، ولكن هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث.

* الطب البديل والطب التكميلي
يهتم بعض الأشخاص بتجربة الطب البديل (وهو استخدام نهج غير تقليدي بدلاً من الطب التقليدي) أو الطب التكميلي (وهو استخدام نهج غير تقليدي بجانب الطب التقليدي).
وقد تمت دراسة العديد من العلاجات العشبية كعلاج للقلق، ولكن هناك حاجة لإجراء المزيد من البحوث لفهم المخاطر والفوائد بشكل كامل، وفيما يلي ما يعرفه الباحثون، وما لا يعرفونه

- الكافا
تبدو عشبة الكافا علاجاً واعداً للقلق، ولكن أفادت التقارير بأنه - حتى مع الاستعمال على المدى القصير - تسببت في الإصابة بتلف شديد في الكبد، مما دفع العديد من الدول الأوروبية وكندا لسحبها من الأسواق، وقد أصدرت إدارة الغذاء والدواء تحذيرات ولكنها لم تحظر بيعها في الولايات المتحدة، لذا ينصح بتجنب تناول هذه العشبة حتى يتم إجراء دراسات أكثر صرامة للتأكد من سلامتها، خاصة إذا كنت تعاني من مشكلات في الكبد أو تتناول أدوية تؤثر على الكبد.

- الناردين المخزني
في بعض الدراسات، أفاد الأشخاص الذين استخدموا عشبة الناردين المخزني بانخفاض القلق والتوتر الذي يشعرون به؛ ولكن في دراسات أخرى، أفاد الأشخاص أنه عديم الفائدة، ومن ثم استشر الطبيب في جدوى استخدام عشبة الناردين المخزني قبل تناولها، وبالرغم من أنه عادة ما يمكن تحمل هذه العشبة، إلا أن هناك عدداً قليلاً من التقارير التي أفادت بإصابة بعض الأشخاص بمشكلات في الكبد عند تناول مستحضرات تحتوي على الناردين المخزني، وإذا كنت تتناول عشبة الناردين المخزني لفترة طويلة وتريد التوقف عن استخدامها، فإن العديد من الهيئات الحكومية توصي بأن يتم تقليلها تدريجياً لمنع الشعور بأعراض الانسحاب.

- زهرة الآلام
تشير بعض التجارب السريرية إلى أن زهرة الآلام قد تساعد في تخفيف القلق، وفي العديد من المنتجات التجارية، يتم دمج زهرة الآلام مع غيرها من الأعشاب، مما يجعل من الصعب التمييز بين الصفات الفريدة لكل عشبة، وبشكل عام، تكون زهرة الآلام آمنة عندما يتم تناولها حسب التعليمات، ولكن وجدت بعض الدراسات أنها قد تسبب النعاس والدوار والارتباك.

- الثيانين
يوجد هذا الحمض الأميني في الشاي الأخضر ويمكن أن يوجد في بعض المكملات الغذائية، وتشير الدلائل الأولية إلى أن الثيانين قد يجعل بعض الأشخاص يشعرون بأنهم أكثر هدوءاً، ولكن هناك أدلة محدودة على أنه يساعد في علاج القلق.
قبل تناول العلاجات العشبية أو المكملات الغذائية، تحدث مع الطبيب للتأكد من أنها آمنة بالنسبة لك، وأنها لن تتفاعل مع أي أدوية تتناولها.

* التكيف والدعم
للتكيف مع اضطراب القلق العام، إليك ما يمكنك فعله:

• الالتزام بخطة العلاج: تناول الأدوية وفقاً للتعليمات، والتزم بزيارات العلاج، ويمكن أن يساعد وضع برنامج ثابت في إحداث فرق كبير، خاصة عندما يتعلق الأمر بتناول الدواء.
  

• الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم لعلاج القلق: ففيها، يمكنك أن تجد الحنان والتفهّم والتجارب المشتركة، ويمكنك العثور على مجموعات الدعم في مجتمعك أو على الإنترنت.
  

• اتخاذ موقف: تحدث مع مقدم خدمات الصحة النفسية لمعرفة ما يجعلك تشعر بالقلق ومعالجته.
  

• اصرف المشكلات من ذهنك: لا تطِل التفكير بالمشكلات الماضية، غير ما تستطيع واترك الباقي يأخذ مجراه.
  

• اكسر الروتين: عندما تشعر بالقلق، تمشَّ لتشعر بالنشاط، أو انغمس في هواية لإعادة تركيز عقلك بعيداً عن مخاوفك.
  

• كن اجتماعياً: لا تدع المخاوف تعزلك عن أحبائك أو الأنشطة الممتعة، لأن التفاعل الاجتماعي والعلاقات الحنونة يمكن أن تقلل من مخاوفك.
  

* الوقاية

المداومة على النشاط البدني يحسن مزاجك ويساعدك على البقاء بصحة جيدةاحصل على المساعدة مبكراً، فالتأخر في طلب العلاج يؤدي لصعوبة العلاجاحصل على المساعدة مبكراً، فالتأخر في طلب العلاج يؤدي لصعوبة العلاج

ليست هناك طريقة للتنبؤ على وجه اليقين بما يجعل أي شخص يصاب باضطراب القلق العام، ولكنك يمكن أن تتخذ خطوات للحد من تأثير الأعراض إذا كنت تشعر بالقلق:

• احصل على المساعدة في وقت مبكر. يمكن أن يكون من الصعب علاج القلق، مثل العديد من الحالات الصحية النفسية الأخرى، إذا انتظرت طويلاً.
  
• احتفظ بدفتر يوميات. يمكن أن يساعدك تتبع مسار حياتك الشخصية، ويساعد مقدم خدمات الصحة النفسية في تحديد ما يسبب لك التوتر، وما يبدو أنه يساعدك على الشعور بشكل أفضل.
  
• أعطِ الأولوية لعلاج المشكلات في حياتك. يمكنك تقليل القلق من خلال إدارة وقتك وطاقتك بعناية.
  
• تجنب إساءة استخدام العقاقير غير الصحية. يمكن أن يتسبب الكحول وتعاطي المخدرات وحتى الكافيين أو النيكوتين في تفاقم الشعور بالقلق، وإذا كنت مدمناً لأي من هذه العقاقير، فيمكن أن يجعلك الإقلاع عنها تشعر بالقلق، وإذا لم تتمكن من الإقلاع عنها لوحدك، فتحدث مع الطبيب أو اعثر على برنامج علاجي أو مجموعة دعم لمساعدتك.
  

* هذه المادة بالتعاون مع مؤسسة "مايو كلينك"