شاكر عبد الرحمن Admin
الجنس : عدد المساهمات : 10669 تاريخ التسجيل : 07/06/2011 الموقع : العراق
| موضوع: بريد القراء 16/4/2017, 7:40 am | |
| [size=36]بريد القراء[/size] ابراهيم حسن الخضيريعتقد أنه بدين
لدّي مشكلة صعبة، أقلقت مضجعي وأثّرت كثيراً على حياتي بشكلٍ سلبي، وكذلك أثّر على حياتنا كأسرة. مشكلتي هي ابني الأكبر؛ والذي يبلغ من العمر 19 عاماً، ومنذ حوالي أربع أو خمس سنوات بدأت مشكلته الصحية؛ حيث أصبح لا يأكل بشكلٍ مُلفت للنظر، وفقد وزنه بشكلٍ كبير، والمشكلة أنّه يرى نفسه بديناً، ويُمارس رياضة عنيفة لإنقاص وزنه، حيث يعتقد بأنّ وزنه زائد، ويمتنع عن أكل الطعام المفيد والدسم، بل أنّه يكاد لا يأكل إلا شيئاً يسيراً في اليوم. وزنه أصبح أقل من أربعين كيلوغراماً، ومع ذلك ينظر إلى نفسه في المرآة ويقول إنّه بدين. في البدء لم نعرف كيف نتعامل مع الأمر، وبعد ذلك ذهبنا إلى عدد من الأطباء النفسيين، ولكن للأسف لم تكن هناك أي فائدة، وكثرت التشخيصات؛ فبعضهم قال، إنّه يُعاني من الاكتئاب وآخرون قالوا بأنّه يُعاني من اضطراب فقدان الشهية العصبي، وتم صرف أدوية مُتنوّعة؛ مضادات للاكتئاب وأدوية مضادة للذُهان ولكن للآسف لم يحدث أي تحسّن. وأخيراً أخبرني طبيب بأنَّ ما يُعاني منه هو اضطراب فقدان الشهية العصبي، وأنَّه غير مُنتشر في المملكة العربية السعودية، وربما يمكن علاجه خارج المملكة، خاصةً في الدول التي ينتشر فيها هذا الاضطراب. حقيقة الأمر، أنّ الأوضاع كانت صعبة جداً علينا. أخذناه إلى أحد العواصم الأوروبية ولكن لم يكن هناك أي تغيّر أيضاً. سؤالي ما حقيقة وضع هذا الاضطراب وكيف يتم علاجه ولكم خالص الشكر؟ يبدو من خلال رسالتك أنّ أبنك يُعاني فعلاً من اضطراب فقدان الشهية العصبي، وهو اضطراب صعب، وعادةً ينتشر بين الفتيات في سن المراهقة وليس له أسباب واضحة ومحددة. هذا الاضطراب هو الاضطراب الوحيد بين الاضطرابات النفسية الذي قد يقود إلى الوفاة، حيث قد يفقد حوالي 5 إلى 10% من المرضى بهذا الاضطراب حياتهم نتيجة مضاعفات هذا المرض. قليلاً ما يُصيب هذا الاضطراب الذكور، ولكن إذا أُصيب شاب بهذا الاضطراب فإنّ الأمور تكون أصعب وعلاجه كذلك ليس سهلاً. عند الفتيات عادةً يؤثر على الدورة الشهرية، فتنقطع الدورة الشهرية عن الفتاة، وكذلك تختل المواد المعدنية في الجسم، وتُعاني الفتاة من مشاكل صحية عديدة تتعلق بنقص الغذاء والتي قد تقود إلى الوفاة. في الذكور يكون هناك تغيّر في نظرة الشاب لنفسه، حيث رغم نحافته يرى أنّه بدين وهذه الخطورة في هذا الاضطراب. علاج هذا الاضطراب قد يحتاج إلى التنويم في مصحات خاصة بعلاج هذا الاضطراب. في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية هناك مصحات خاصة لعلاج هذا الاضطراب، ويحتاج في أغلب الأحيان إلى علاج دوائي إضافةً إلى علاج نفسي مُكثّف، وأشخاص مُختصين في هذا النوع من الاضطرابات والتي تُعرف باضطرابات الطعام. فعلاً هذا الاضطراب ليس منتشراً في المملكة العربية السعودية، ولكن في السنوات الأخيرة بدأنا نرى ازدياد الحالات بين الفتيات، وربما هذا نتيجة التأثر الإعلامي والعولمة التي سادت العالم، فتأثر كثير من الفتيات بالنظرة الجمالية التي ترى في النحف الزائد، كما هو الحال مثلاً لدى عارضات الأزياء. بالنسبة لابنك فأرى أن تستفسري عن مصح مُتخصص في علاج هذه الاضطرابات، فهذا هو الحل الأمثل.
| |
|