لا بد من التشخيص المبكر والتعامل الصحيح مع هذه الحالات وللوعي الصحي دور كبير في اكتشافه
[size=36]«سرطان» القلب.. نادر جداً وأغلب الإصابات حميدة![/size]
أشعة القلب الصوتية وسيلة جيدة لتشخيص أورام القلبخالد النمرالسرطان اعاذنا الله واياكم منه هو نشوء خلايا غريبة وتكاثرها داخل عضو معين وتدمير وظائف ذلك العضو ومن ثم الانتشار في أعضاء أخرى من الجسم وتدمير وظائف تلك الأعضاء وليس هناك عضو مستثنى في جسم الانسان من احتمالية الإصابة بالسرطان ابتداء من الرٍأس الى أخمص القدمين... ولكن لماذا من النادر أن نسمع بسرطان القلب؟ فاذا كان الجواب انه من الأعضاء الحيوية... فالرد السريع والمفحم انه هناك أعضاء حيوية أخرى يصيبها السرطان أكثر من القلب مثل الدماغ والرئتين.. ولا بد للجواب على ذلك من توطئه نشرح فيها بعض المفاهيم.
ونادرا جدا ان يرى طبيب القلب سرطان القلب ففي احدى الدراسات الطبية وبعد تشريح اثنتي عشرة ألف جثة وجد ان سبعاً فقط كانوا مصابين بأورام القلب الأولية وأغلبها حميدة!! وفي اكبر مراكز القلب في العالم يرون من 10 الى 12 حالة سنويا اورام حميدة في القلب منها واحدة حالة سرطان القلب وغالبا يكون منتشرا من الأعضاء الأخرى المجاورة مثل الكبد او الرئتين وهذا الانتقال قد يكون عن طريق الدم او بالانتشار المباشر من الأنسجة الملاصقة للقلب واشهر السرطانات التي تنتقل الى القلب هي سرطان الرئتين والثدي وسرطان الجلد الميلانوما وسرطان الدم الليوكيميا، واكثر هذه السرطانات خاصية للانتقال الى القلب هي (الميلانوما) حيث يحدث الانتشار الى القلب في 60% من الحالات، مقارنة بـ 10% في السرطانات الأخرى وليست اوراما اولية (ناشئة من انسجة القلب نفسه) ومن المعروف علميا ان الأورام الثانوية للقلب أكثر بثلاثين ضعفا من الأورام الأولية التي تنشأ من القلب نفسه والسر خلف هذه الندرة ان خلايا القلب توقفت عن التكاثر في المرحلة الجنينية الأولى بعد تكون القلب تماما فهي لا تزداد عددا كما يحدث في أعضاء أخرى ولكن قد تزداد حجما وهذا بلاشك سلاح ذو حدين.. لأنه نعم يمنع حدوث السرطان الى حد كبير ولكنه أيضا يجعل ما يتلف من خلايا القلب لا يتم تعويضه كما يحدث في مرضى الجلطات حتى ولو حقنت فيه الخلايا الجذعية لتعويض النسيج التالف فالنتائج غير مشجعه الى الان.
الأعراض
أعراض اورام القلب تعتمد على حجم الورم وموقعه ونوعه وهي قد تحدث بخفقان او حرارة في الجسم او جلطات صغيرة تنتقل مع الدم الى أعضاء الجسم او نقصان الوزن او ضعف القلب وتجمع السوائل في الرئتين او هبوط الضغط بسبب النزيف في الغشاء المحيط بالقلب مما يسبب ضغطا على عضلة القلب ويمنعها من التمدد أو من دون اعراض نهائيا حيث يكتشف بالصدفة بمراحله الأولى وهذا نادر جدا.
التشخيص
أفضل طرائق تشخيص اورام القلب هو سونار القلب حيث يحدد موقع وحجم الورم لكن بعض الأورام بسبب حجمها الصغير او موقعها تحتاج الى تصوير صوتي أدق وهو سونار القلب عن طريق المريء وبعضها يحتاج الى اشعة مقطعية او مغناطيسية للقلب لبيان علاقة الورم بالأنسجة الاخرى المحيطة بالقلب او تقع بالقرب منه مثل الرئتين او الكبد او المعدة او ينتقل الورم عن طريق الوريد البابي السفلي مثل بعض سرطانات الكلى.
العلاج
العلاج يعتمد على نوع الورم النسيجي ومرحلته ومدى تأثر القلب به حيث ان غالبية الأورام الأولية تحتاج الى ازالتها جراحيا وبعد ذلك يحدد فحص نوع النسيج إذا كان مما يستجيب للعلاج الكيماوي او الاشعاعي وإذا أزال مريضنا أعلاه الورم جراحيا فسيتابع في عيادة القلب كل سنة للتأكد من عدم رجوع الورم مرة أخرى وان كان ذلك نادرا في الاورام الحميدة وينصح المريض بممارسة حياته طبيعيا.
وختاما فإن من نعم الله التي لا تحصى ان سرطان القلب نادرا جدا حيث ان اغلب اورام القلب حميدة ويمكن علاجها ولكن لا بد من التشخيص المبكر والتعامل الصحيح مع هذه الحالات وللوعي الصحي دور كبير في تسليط الضوء على كيفية اكتشافها مبكرا ومعالجتها وتفادي المضاعفات الجانبية للعلاج الجراحي ومن ثم الكيماوي والاشعاعي على القلب.
صورة توضح أحد أورام القلب