أخصائية التغذية/ حنان رشيد المطيري *
إن صيام شهر رمضان الفضيل يعود على الجسم بفوائد صحية مثل التخلص من السموم، الخلايا الميتة والبكتيريا وفقدان للوزن نتيجة للتقليل من كمية الطعام المتناول.
ويحتفل المسلمون بعيد الفطر المبارك بعد صيام ثلاثين شهر رمضان بكامله، ولكن يمارس الكثير من الأشخاص عادات غذائية خاطئة في عيد الفطر نتيجة لاتباع عادات اجتماعية خاطئة والتي عادة تفرض على الشخص، ويكثر فيها تناول كميات كبيرة من الطعام والشراب وعلى وجه الخصوص الحلويات، الأطعمة الدهنية والعصائر السكرية، وللأسف يتم إعادة اكتساب الوزن المفقود نتيجة لهذا الإفراط، مما يسبب الشعور بالتخمة، الغثيان، التقيؤ و تحول الطاقة الزائدة إلى دهون تخزن بالجسم مؤدية للسمنة، واضطرابات في عملية التمثيل الغذائي مثل عدم توازن الجلوكوز، تراكم الدهون حول الكبد، نتيجة للصيام فإن المعدة تتقلص لذا عند تناوٌل الوجبات يُنصح بتناولها تدريجياً، حتى الوصول للنظام الغذائي المعتاد (ثلاثة أيام على الأقل).
يكثر تناول اللحوم الحمراء في العيد حيث يتم الطهي بدون إزالة الشحوم ويتم تناولها بشكل يومي، وقد يتم تناولها أكثر من مرة باليوم، وكما هو معروف فإن اللحوم الحمراء تحتوي على كمية عالية من الدهون المشبعة التي ترفع كمية الكوليسترول الضار وتزيد من خطورة الإصابة بأمراض القلب والشرايين وقصور بالكلى نتيجة لتناول البروتين بنسبة عالية.
أظهرت دراسة حديثة أن كثرة تناول اللحوم الحمراء (4 أونصات في اليوم الواحد، يزيد خطر التعرض للإصابة بالسرطان أو أمراض القلب مقارنة بالذين يتناولون كميات أقل (نصف أونصة في اليوم الواحد)، كما يكثر في هذه الفترة شرب المشروبات الغازية التي تزود الجسم بكثير من الطاقة أكثر من احتياج الشخص وتفتقر العناصر الغذائية المهمة.
ويكثر الاطفال أيام العيد من تناول الحلويات السكرية فتقلل من شهيتهم للأغذية الصحية التي يحتاجها لنموهم، كما تسبب الآلام بالمعدة وغثيان وتسوس الأسنان والسمنة.
ويمكن تجنب هذه المشاكل الصحية بخطوات بسيطة سهلة: وذلك بتناول وجبات عديدة متوازنة خلال اليوم، ويجب زيادة تناول الفواكه، الخضروات، ومضغ الطعام جيدا والتأني في تناوله، والتقليل من تناول الحلويات والأطعمة الدهنية في حالة زيارة الأهل للتهنئة بالعيد قدر الإمكان، ويمكن تقديم الشوكولاتة الداكنة عوضاً عن الحلويات الأخرى، فالشوكولاتة الداكنة (الغير محتوية على الحليب) لها العديد من الفوائد الصحية فهي تحتوي على مضادات الأكسدة، تقلل من ضغط الدم، تقلل من خطورة الإصابة بأمراض القلب، و تحسن من وظائف الأوعية الدموية.
وأيضاً يفضل تقديم الحلويات المصنعة بالمنزل للأطفال مثل المعمول والكعك وغيرها، وتقديم الماء وعصائر الفواكه الطبيعية عوضا عن العصائر المصنعة والمحلاة بالسكر، والتقليل من تناول الوجبات السريعة لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون والأملاح وافتقارها للعناصر الغذائية الهامة.
التقليل من زيارة المطاعم ويكتفى بزيارة واحدة بالأسبوع، وفي حال الذهاب للمطعم هناك بعض الإرشادات ينصح باتباعها: مثل تناول وجبة خفيفة قبل الخروج من المنزل مثل تفاحة أو أي غذاء قليل الدهون والسكريات، الحرص على اختيار مطعم يقدم وجبات صحية ويتم تحضير الطعام فيه بطرق صحية، البدء بتناول المقبلات الصحية مثل سلطة الخضروات أو الفواكه (يفضل عدم احتوائها على صلصات لأن الصلصات تحتوي على سعرات حرارية عالية) أو الشوربة فهي تساعد على الشعور بالشبع، تجنب طلب الوجبات المقلية وطلب الأطعمة المشوية عوضا عنها، اختيار الحجم الصغير في حال كانت الوجبة تأتي بعدة أحجام، عدم طلب إضافة الجبن، والمايونيز والكاتشب عند طلب الوجبة، استبدال المشروبات الغازية بالعصائر الطبيعية أو الماء.
تحضير الطعام بالمنزل بطرق صحية وذلك بالتخلص من الشحوم والجلد قبل طبخ اللحم والدجاج، استخدام الزيوت الطبيعية (غير المهدرجة) وبكميات محدودة، سلق الطعام أو الشوي عوضا عن القلي، واستخدام الأطباق الصغيرة لوضع كميات طعام مناسبة بالطبق لتجنب الإفراط بالطعام.
ومزاولة النشاط البدني وذلك لمدة نصف ساعة على الأقل يوميا، ختاما يمكن تفادي الأضرار وذلك بعدم الإفراط في تناول الطعام والشراب بعد صيام شهر رمضان، وتصحيح العادات الاجتماعية الخاطئة.