[size=36]التهاب مفصل الركبة[/size]
التهاب مفصل الركبة هو أن يكون هناك تآكل بالطبقة السميكة من الغضروف فتصبح أقل سُمكاً، مما قد يسبب التهاباً يؤدي إلى الألم والتورّم والاحمرار والحرارة في الركبة، وقد تحدث أيضا تغيّرات في شكل أسطح العظام مما يصعّب الحركة ويجعلها مؤلمة، إضافة لذلك فإنه قد تصدر أصواتٌ من الركبة مع الحركة، وأسباب التهاب المفاصل غير معروفة، وتُعتبر نسبة إصابة النساء أعلى منها لدى الرجال وخاصة مع تقدم العمر، وقد تكون نسبة الإصابة بالتهاب الركبة عالية في حالات عملية تآكل واحتكاك المفصل، وجود إصابة قديمة في الركبة مثل الكسر أو الالتواء، وجود العيوب الخلقية مثل اعوجاج الركبة، وتقدّم السن أو أن تكون حالة وراثية في العائلة.
هناك بعض الآثار التي قد تصاحب الالتهاب مثل الألـم ويمكن أن يكون ألماً كيميائياً نتيجة للالتهاب، أو ألماً حركياً نتيجة لتغيرات في أسطح العظام، ونتيجة للألم الذي يصاحب الحركة فإن المصاب يقوم بتقليل نشاطاته للحدّ من الألم، ويعتبر تقليل النشاطات اليومية من الآثار المصاحبة للالتهاب، ومن الآثار الجانبية لالتهاب مفصل الركبة هو الشعور بالألم وقصور المدى الحركي الطبيعي للمفصل مما ينتج عنه عدم القدرة على مد الركبة بصورة مستقيمة أو ثنيها إلى آخر مدى ممكن، كذلك بسبب الألم والالتهاب والحدّ من النشاط اليومي فإن العضلات المحيطة بالركبة قد تضمر وتضعف، خاصة العضلة الأمامية في الفخذ، وهذا يعني أن مفصل الركبة نفسه سيضعف وسيزيد الضغط عليه، وإذا كان جزء من المفصل متأثراً أكثر من غيره فهذا قد يؤدي إلى اعوجاج المفصل ويصعب المشي.
قد لا تظهر على المصاب جميع مضاعفات التهاب الركبة، وربما تكون حالته خفيفة، متوسطة أو شديدة، أو أنها تزداد سوءاً في بداية الحالة ثم تستقر بعد ذلك، وقد يتجنب الكثيرون أداء التمارين بأنواعها خوفاً من تعريض المفصل المصاب لتلفٍ زائد، وهذا قد يحدّ من حركة المفصل ويؤدّي إلى مضاعفات أخرى مثل تيبّس المفصل وضعف العضلات وقد يزيد الألم ويتلف الغضروف، ومن الطبيعي جداً أن يشعر المصاب بألم في العضلات عند البدء بالتمارين وقد يستمر هذا الألم إلى 24 أو 48 ساعة، إلّا أن هذا الألم يخف تدريجياً مع الاستمرار بأداء التمارين والتعوّد عليها وبعد أن تتقوى العضلات، ويمكن التخفيف من هذا الألم بطرق عديدة.
إن أخصائي العلاج الطبيعي لا يستطيع أن يغيِّر عملية الاحتكاك أو التآكل التي تحدث في مفصل الركبة، ولكنه يستطيع أن يساعد المريض على التحكم في آثارها وأن يعلِّمه كيفية التأقلم معها، ويقتصر دور أخصائي العلاج الطبيعي في التقليل من آلام الركبة وذلك باستخدام الوسائل المختلفة مثل الأجهزة الكهربائية أو الحرارة أو البرودة حسب ما تستدعي حالة المريض، كما يمكنه مساعدة المريض على القيام بنشاطاته اليومية بأقل ألم ممكن، وذلك عن طريق ممارسة تمارين معيّنة تشبه نشاطات المريض اليومية كرياضة المشي، وإعطاء الإرشادات اللازمة للقيام بها بأقل جهد ممكن على الركبة، كما يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي زيادة المدى الحركي الموجود في ركبة المريض، وتقوية عضلاته وخصوصاً العضلات المحيطة بالركبة، وعندما تكون العضلات قوية فإنها تحسّن من ثبات المفصل وتقلل الجهد عليه، كذلك يمكنه تثقيف المريض في كيفية حماية مفصله من الأوضاع الخاطئة وكيفية التحكم في الألم، وزيادة لياقته العامة وقوة تحمله.