مرض الرهاب

هو نوع من أنواع اضطرابات التوتر، و هو خوف شاذ مستمر من أمر أو شيء لا يشكل خطرا حقيقيا. ويحدث من كبت بعض المشكلات النفسية في اللاوعي، و يلاحظ للمصابين ردود أفعال غير محكمة وغير معقولة نحو ما يحيط بهم.
للرهاب أنواع عديدة و مختلفة، مثل رهاب الأماكن المغلقة، رهاب العزلة، رهاب التلوث، رهاب الظلام و غيرها و قد يكون بعضها غير منطقي (مثل رهاب الماء)

قد يصيب الخوف أو الرهبة أي انسان طبيعي، و لكن ما يكيز الرهاب المرضي أو الفوبيا هو ما يلي:
1- مبالغة وعدم تناسب بين الموقف والعامل المخيف.
2-خوف غير منطقي وغير مقنع.
3- لا يستطيع الشخص التحكم بالخوف اراديا (لاارادي).
4- يؤدي دوما الى الهروب وتجنب الموقف المخيف.
(باختصار:هو خوف يتظاهر بنوب قلق حاد من مواقف لا تسبب خوفا عادة)

يعتبر الرهاب من الامراض النفسية الشائعة، يغلب عند النساء(عدا الرهاب الاجتماعي). و يسبب هذا الخوف الشديد والمتواصل الضيق و الضجر للمصاب به.
رهاب القلق (أو الخوف اللامنطقي) يكون فيها المريض مدركا تماما بأن الخوف الذي يصيبه غير منطقي.

الأسباب

حتى الآن، لم يعرف الطب الكثير عن أسباب الرهاب أو الفوبيا، و لكن لوحظ أن احتمال اصابة الاطفال برهاب معين يزداد في حال كان أحد والديهم مصابا بها، الأمر الذي قد يُعزى للوراثة او للتربية أو التعلم.
كما لوحظ أن اضطراب المواد الكيميائة أو النواقل الموجودة في الدماغ، الجينات الموروثة، أو التجارب أو الحوادث التي يمر بها الشخص تؤثر في تطور الرهاب و حصوله.
الأعراض والعلامات

صنف الأطباء النفسيون الرهاب إلى ثلاث أنواع:
• الرهاب المحدد: وهو الخوف من أجسام أو مواقف معينة مثل رهاب العنكبيات أو الخوف من الحيوانات أو الخوف من الأماكن المغلقة أو من المرتفعات.
• رهاب الخلاء وهو الخوف من الأماكن العامة المفتوحة مثل الحافلات العامة ومراكز التسوق المكتظة والتي يصعب الهروب منها مما يسبب للمريض نوبات هلع، الأمر الذي قد يجعل المريض حبيس المنزل.
• الرهاب الاجتماعي و هنا يخاف المريض من أن يظهر دون المستوى الاجتماعي أو الفكري أو أن يشعر بالإحراج في المواقف الاجتماعية. و هو يختلف عن الخجل فهو يجمع بين شعور مفرط بالذات، خوف مفرط من التعرض للمراقبة أو التدقيق من الآخرين أو تلقي الإهانة منهم، و الخوف من كره الناس للمريض أو عدم تقديرهم له. وقد اثبت بحث علمى اجرته الباحثه ساره الآن في جامعه فلوريدا ان الفوبيا بأنواعها عاده تصيب 3 من بين كل عشره افراد، و يبدأ النوع الأول (خصوصا الخوف من الحيوانات) في مرحلة الطفولة ويستمر حتى مرحلة البلوغ، أما رهاب الخلاء فهو عادة يبدأ في أواخر مرحلة المراهقة أو بداية مرحلة البلوغ. أما النوع الثالث فعادة يرتبط بمرحلة المراهقة فقط.

و باختلاف نوعه، فعادة ما يعاني مرضى الرهاب من أعراض مشتركة هي:
• شعور بقلق و توتر مفرط عن التعرض للموقف أو للشيء الذي يرهبه المريض
• الشعور بضرورة عمل كل ما هو ممكن لتجنب التعرض لذلك الموقف أو الشيء، مما قد يؤثر على حياة المريض الاجتماعية و نشاطه اليومي
• عدم القدر ة على القيام بالوظائف و المهام الطبيعية للشخص بسبب التوتر و القلق
• عادة ما يشعر و يعي المريض بان الرهاب و الخوف الذي يعانيه غير منطقي و مبالغ به و لكن يشعر بعد القدرة على السيطرة على نفسه
• من العراض الجسدية او الفسيولوجية التي تصيب المريض عند تعرضه لنوبة هلع: تعرق مفرط، تسارع في نبض القلب، صعوبة في التنفس، بالإضافة إلى شعور عارم بالخوف و القلق
بعض المرضى قد يعاني من الأعراض السابقة بمجرد التفكير في الأمر الذي يعاني من رهابه.

على الرغم من أن مرضى رهاب الخلاء كثيرا ما يكونوا من المترددين الشائعين لدى الطبيب النفسي إلا أن الرهاب البسيط هو الأكثر انتشاراً. فهذا المرض بشكل عام يشكل نسبة 5 إلى 10 أشخاص لكل مئة شخص. يصيب الرهاب البسيط ورهاب الخلاء النساء أكثر مما يصيب الرجال. أما بالنسبة لمرض الرهاب الاجتماعي فهو غير معروف تحديدا النسبة التي يشكلها لدى المصابين.
العلاج

أثبتت تقنيات المعالجة السلوكية فاعليتها في معالجة مرض الرهاب و خصوصاً من النوع الأول و الثالث من هذا المرض. أحد هذه الطرق هي اضعاف عامل الخوف وهو جعل المريض أن يواجه العامل الذي يسبب الخوف تدريجياً. و الطريقة الأخرى هي العلاج بالمواجهة المباشرة و هذه الطريقة أثبتت فاعليتها بكونها من أفضل الطرق وهي جعل المريض أن يواجه العامل مواجهة مباشرة و متكررة حتى يشعر بأن لا يوجد أي خطر ينتج عن الشيْ المسبب للخوف، و بهذه الطريقة يزول الخوف تدريجياً حتى يختفي.
الفسيولوجيا المرضيه

رهاب الخوف يتميز عن الأنواع الأخرى من أمراض القلق اللامنطقي، بأنه يحدث في مواقف متعلقة بأشياء أو ظروف معينة. وأعراضه غالبا ما تكون : الخفقان السريع في دقات القلب، تقلب في المعدة، غثيان ، إسهال، التبول بكثرة وفي فترات متقاربة ، الشعور بالاختناق، احمرار الوجه (تدفق الدم بكثرة في منطقة الوجه)، التعرق، الارتعاش الشديد والإعياء بعض المرضى بهذا المرض باستطاعتهم التعايش معه وهي النسبة الشائعة، وذلك بتجنب المواقف أو الأجسام التي تسبب الخوف.
العقاقير

هناك طرق أخرى لمعالجة هذا المرض و هي عن طريق تناول أدوية القلق أو تخفيف التوتر و التي تستخدم كمسكن، و كذلك الأدوية المضادة للاكتئاب التي أثبتت نفعها في معالجة هذا المرض.
منقول