د. سلمان بن محمد بن سعيد *
سوانح اليوم أحكيها.. وقلبي يعتصرألماً وحزناً على ما حدث لطفلة بريئة.. لم يتجاوز عمرها السنوات الأربع.. واسمها حلا.. تعيش الآن منومة بجرعة بنج عام أو تنفس صناعي وتخدير (انتيوبيتد اند سيديتد) بعد عملية معقدة استغرقت عدة ساعات في مستشفى قوى الأمن.. تعرض فيها جسمها الصغير لمبضع الجراح.. لترميم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلايا فمها الغضة ولسانها الذي التصق في أرضية فمها.. بعد أن قامت بتصرف طفولي.. وإدخال مكعبات بيضاء وجدتها في أرضية المطبخ.. في فمها.. وهي لا تدري أن تلك المكعبات البيضاء تُستعمل فقط في فتح وتفجير مواصير الصرف الصحي المنغلقة والبيارات.. بفعل تراكم الزيوت والمخلفات.. فانفجرت في فمها.. مُلغية معالم وصفات وجهها وفمها الصغيرين.. ولا أحد يدري لماذا طلبت منها أمها (أم حلا الصغيرة) بعد أن رأتها تضع الأقراص في فمها.. بأن تتناول بعض الماء بعد الأقراص.. ما أدى إلى تفاعل تلك الأقراص مع الماء.. فحدث ماحدث.. فلو أن الأقراص تفاعلت مع لُعاب الفم فقط لكانت الإصابة أقل بكثيرٍ مما حدث.. ولكن ينطبق على الأم المثل القائل (جا يكحلها عماها) ويقول الدكتور الذي ساعد في العملية الجراحية أن حلا ستخضع لعدة عمليات أخرى وستحتاج لتمارين للنطق وعلاج طبيعي وإعادة تأهيل (ريهاب) طويل وشاق..بعد عدة عمليات تجميل وترميم.. وأن معالم وجهها في نهاية الأمر.. سيكون من الصعب استعادته للشكل الطبيعي.. وبعد فصل اللسان عن أرضية الفم الذي التصق به بعد الإنفجار.. سيتحدد مدى وإمكانية استفادتها من لسانها المُصاب.. والأمل بالله كبير أن تكون حياتها طبيعية بعد الانتهاء من عمليات الوجه والفكين المقررة لها.. وثمة سؤال مُلح لا أجد له إجابة.. أوجهه للأباء والأمهات.. عن طريقة تخزيننا لأشياء قد لا نستعملها إلا قليلاً أو مرة واحدة فقط.. فيجب إحضارها واستعمالها في الحال تحت إشراف رب البيت أو ربته.. وعدم إحضاره ووضعه في متناول الصغار.. فالذي يبدوا لي أن الأقراص المتفجرة أُحضرت ولم تُستعمل في الحال.. بل وضعت في مكان قريب من حلا.. كأي مادة استهلاكية أُخرى..فظنته حلوى.. فكان ما كان.. من ألم وجراح لحلا الصغيرة.. وحسرة ومرارة لأب وأم.. ندما كثيراَ.. كان الله في عونهما.. وأسبغ على حلا بُرء لا يغادر سقماً لجراح فمها الغضة.. وتوفيق وسداد لإستشاري جراحة الوجه والفكين في مستشفى قوى الأمن.. الذي أجرى العملية.. الدكتور إبراهيم الرسيني ومساعده الدكتور وائل بن سعيد.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.
منقول