الأطفال والصرع
تهاني جمالي *
الصرع من أقل الأمراض فهماً لدى الناس، فعندما يتعرض الطفل لأكثر من نوبة تشنج عندها يمكننا القول بأنه مصاب بالصرع تحدث النوبات الصرعية نتيجة وجود نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ، والذي يظهر أثناء النوبة كحركات أو نفضات غير طبيعية، لا يستطيع الطفل التحكم فيها، وليس بالضرورة أن تحتوي كل أنواع الصرع على الحركات اللاإرادية، فقد تكون نوبات جزئية أو نوبات غياب عن الوعي، وعادة ما تُعد النوبات الصرعية من الحالات التي تستدعي إسعافات وتحتاج لعناية طبية.
يوجد العديد من الأسباب لكي تحدث التشنجات لدى الأطفال، منها ما يمكن معرفة السبب في حدوثه، ولكن تبقى بعضها مجهولة، ولعلّ أكثر الأسباب شيوعًا عند الأطفال التشنجات الحرارية، وهي التشنجات المُصاحبة لارتفاع درجة الحرارة، وغالبًا تحدث للأطفال ما بين عمر ٦ شهور إلى ٦ سنوات، وقد تنقسم إلى نوعين، البسيطة منها والتي يكون فيها التشنج عاما ولا يتكرر أكثر من مرة خلال ٢٤ ساعة ومدته أقل من ١٥ دقيقة، أما النوع المعقد من التشنجات الحرارية فيكون جزئيا في صورته ويعاود التكرار لأكثر من مرة، ويطول عن فترة ال ١٥ دقيقة، ومن الممكن أن تدل على وجود التهاب في السحايا أو خُرّاج في الدماغ.
من الجدير بالذكر أن معظم حالات الصرع يمكن السيطرة عليها بواسطة الأدوية المناسبة، مما يمكّن الطفل من عيش حياة طبيعية منتجة دون أن يشعر بالعار أو التوتر، وقد يؤثر الصرع أو الأدوية المضادة للتشنجات على تعليم الطفل وذلك على حسب المنطقة المصابة في الدماغ، فقد يجد بعضهم تأثرًا على لغته أو ذاكرته أو العمليات الحسابية التي يقوم بها أو حتى طريقة كلامه.
لذلك كان من الضرورة زيارة الطبيب عند حدوث النوبات لإجراء الفحوصات اللازمة كي يتم وضع تشخيص دقيق لتحديد نوع العلاج المناسب.