تُصاب حوالي امرأة من كل 5 نساء بالاكتئاب في مرحلة ما من حياتهن، وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بالرجال، ويمكن أن يحدث الاكتئاب في أي سن، ولكنه أكثر شيوعًا لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن من 40 إلى 59 سنة.
قد تحدث بعض التغيرات في الحالة المزاجية وتظهر مشاعر الاكتئاب مع التغيرات الهرمونية العادية، ولكن التغيرات الهرمونية وحدها لا تسبب الاكتئاب المرضي المعيق، فمسبباته تتضمن أيضًا العوامل البيولوجية الأخرى والخصائص الموروثة وتجارب الحياة، فيما يلي ما يسهم في الإصابة بالاكتئاب لدى النساء - وما يمكنك فعله حيال ذلك.
اكتئاب النساء ضيف ثقيل بكل الأعمار.. اعرفي أسبابه
تُصاب حوالي امرأة من كل 5 نساء بالاكتئاب في مرحلة ما من حياتهن، وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بالرجال، ويمكن أن يحدث الاكتئاب في أي سن، ولكنه أكثر شيوعًا لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن من 40 إلى 59 سنة.
* مرحلة البلوغبعد مرحلة البلوغ، تزداد معدلات الإصابة بالاكتئاب لدى الإناث أكثر من الذكور، ونظرًا لأن الفتيات عادة تبلغ مرحلة البلوغ قبل الصبيان، فإنهن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في سن مبكر أكثر من الصبيان، وتستمر هذه الفجوة النوعية للاكتئاب حتى بعد انقطاع الطمث.
قد تزيد التغيرات الهرمونية خلال مرحلة البلوغ من خطورة الإصابة بالاكتئاب لدى بعض الفتيات، ومع ذلك، تعتبر التقلبات المزاجية المؤقتة المرتبطة بالتغيرات الهرمونية خلال مرحلة البلوغ أمرًا طبيعيًا - فهذه التغيرات وحدها لا تسبب الاكتئاب.
غالبًا ما ترتبط مرحلة البلوغ بعوامل أخرى يمكن أن تلعب دورًا في الاكتئاب، مثل:
- ظهور مشكلات النوع والهوية.
- الصراعات مع الوالدين.
- تزايد الضغوط لتحقيق النجاح في الدراسة والرياضة أو المجالات الأخرى للحياة.
* مشكلات ما قبل الطمثبالنسبة لمعظم النساء المصابات بمتلازمة ما قبل الحيض (premenstrual syndrome - PMS)، تكون أعراض مثل انتفاخ البطن وإيلام الثدي والصداع والقلق والهياج والحالة المزاجية السيئة طفيفة وقصيرة الأجل.
ولكن يعاني عدد قليل من النساء من أعراض شديدة ومزعجة تعيقهن عن الدراسة أو العمل أو العلاقات أو المجالات الأخرى في حياتهن، وفي هذه المرحلة، قد تتطور متلازمة ما قبل الحيض لتصبح ما يسمى اضطراب ما قبل الحيض المزعج (premenstrual dysphoric disorder PMDD) - وهو نوع من الاكتئاب يتطلب العلاج عادة.
لا يزال التفاعل الدقيق بين الاكتئاب ومتلازمة ما قبل الحيض غير واضح، ومن المحتمل أنه يمكن للتغيرات الدورية في هرمونات الاستروجين والبروجسترون وغيرها من الهرمونات الأخرى أن تعيق وظيفة المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين التي تتحكم في الحالة المزاجية، وعلى ما يبدو أن الخصائص الموروثة وتجارب الحياة وعوامل أخرى تلعب دورًا في ذلك.
* الحملتحدث تغييرات هرمونية حادة خلال فترة الحمل، وهي قد تؤثر على الحالة المزاجية، كما أن هناك أمورا أخرى قد تزيد أيضًا من خطورة الإصابة بالاكتئاب خلال فترة الحمل أو أثناء محاولات حدوث الحمل، مثل:
- التغيرات في نمط الحياة أو العمل.
- مشاكل في العلاقة الزوجية.
- نوبات اكتئاب سابقة أو اكتئاب ما بعد الولادة أو اضطراب ما قبل الحيض المزعج.
- عدم وجود دعم اجتماعي.
- المشاعر المختلطة أثناء الحمل.
- الحمل غير المرغوب فيه.
- الإجهاض.
- العقم.
- التوقف عن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب.
* اكتئاب ما بعد الولادةيجد العديد من الأمهات الجدد أنفسهن غارقات في الشعور بالحزن والغضب وتعكر المزاج، وقد يذرفن الدمع بعد فترة قصيرة من الولادة، تعتبر هذه المشاعر - التي تسمى أحيانًا الاكتئاب النفاسي - أمرًا طبيعيًا، وتخف حدتها تدريجيًا بشكل عام في غضون أسبوع أو أسبوعين، ولكن قد تشير مشاعر الاكتئاب الأكثر خطورة أو الممتدة إلى اكتئاب ما بعد الولادة، خاصة إذا تضمنت العلامات والأعراض ما يلي:
- تدني تقدير الذات.
- القلق.
- الهياج.
- عدم القدرة على رعاية رضيعك.
- التفكير بإيذاء رضيعكِ.
- أفكار انتحارية.
يعتبر اكتئاب ما بعد الولادة حالة طبية خطيرة تتطلب معالجة عاجلة، ويحدث ذلك في نسبة تتراوح من 10 إلى 25 في المئة من النساء، ويُعتقد أن ذلك مرتبط بالتقلبات الهرمونية الرئيسية التي تؤثر على الحالة المزاجية، والاستعداد المسبق للاضطرابات المزاجية، واضطرابات القلق ومضاعفات الولادة وقلة الدعم الاجتماعي.
* مرحلة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاع الطمثقد تزيد خطورة الإصابة بالاكتئاب خلال الانتقال إلى مرحلة انقطاع الطمث، وهي المرحلة التي تسمى بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وهي الفترة التي قد تتقلب فيها مستويات الهرمون بطريقة متقطعة، وقد تزيد أيضًا خطورة الإصابة بالاكتئاب خلال مرحلة انقطاع الطمث المبكر أو بعد انقطاع الطمث - حيث تنخفض مستويات الإستروجين إلى حد كبير في كلتا الحالتين.
معظم النساء اللاتي يعانين من أعراض انقطاع طمث مزعجة لا يصبن بالاكتئاب، ولكن بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من مشاكل في النوم لفترات طويلة أو اللاتي لديهن تاريخ من الاكتئاب، فهن معرضات في هذا الوقت للخطر، كما يمكن لاستئصال الرحم مع إزالة المبايض أن يؤدي إلى ابتداء مفاجئ لانقطاع الطمث مصحوب بأعراض حادة، بما في ذلك تغيرات الحالة المزاجية وأحيانًا الاكتئاب.
اكتئاب النساء .. عوامل غير هرمونية
التغيرات الهرمونية العادية عند النساء قد تحدث بعض التغيرات في الحالة المزاجية وتظهر مشاعر الاكتئاب، ولكنها وحدها لا تسبب الاكتئاب المرضي المعيق، ومسبباته تتضمن أيضًا العوامل البيولوجية الأخرى والخصائص الموروثة وتجارب الحياة، فيما يلي ما يسهم في الإصابة بالاكتئاب لدى النساء - وما يمكنك فعله حيال ذلك.
* الثقافة والمواقف الحياتيةلا يعزى ارتفاع معدل الاكتئاب لدى النساء إلى الخصائص الحيوية وحدها، إذ تلعب المواقف الحياتية والضغوطات الثقافية دورًا أيضًا، فعلى الرغم من أن هذه الضغوطات تحدث للرجال أيضًا، إلا أنها تكون عادة بمعدل أقل، وتتضمن العوامل التي قد تزيد من خطورة الإصابة لدى النساء ما يلي:
- المكانة والسلطة غير المتكافئة
إنّ النساء أكثر عرضةً بكثير للعيش في الفقر من الرجال، فالفقر وإمكانات الكسب المحدودة يجلب معه العديد من المخاوف والضغوطات النفسية، بما في ذلك الشك في المستقبل وانخفاض القدرة على الوصول إلى موارد المجتمع والرعاية الصحية، وقد تواجه نساء الأقليات ضغطًا نفسيًا زائدًا جراء التمييز العنصري، ويمكن لهذه المسائل أن تجعلك تشعرين كما لو أنك لا تملكين السيطرة على حياتك وقد تسهم في مشاعر السلبية وعدم تقدير الذات، وكل ذلك يزيد من خطورة الإصابة بالاكتئاب.
- الإجهاد في العمل
تعمل النساء غالبًا في وظائف خارج المنزل مع تحملهن المسؤوليات المنزلية، ويجد العديد من النساء أنفسهن يتعرضن للتحديات والضغوط النفسية التي يمكن أن تصاحب مسؤوليات الأبوة من طرف واحد، مثل العمل في وظائف متعددة لتغطية النفقات، كما يمكن أيضًا للمرأة أن تكون مقدمة رعاية محصورة بين جيلين - ترعى أطفالها أثناء رعايتها أيضًا لأفراد الأسرة المرضى أو كبار السن، وهذه الأنواع من الضغوط النفسية يمكن أن تجعلها أكثر عرضة للاكتئاب.
- الاعتداء الجنسي أو الجسدي
تعتبر النساء اللاتي تعرضن للاعتداء النفسي أو الجسدي أو الجنسي وهن أطفال أو بالغات أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في مرحلة ما من حياتهن عن أولئك اللاتي لم يتعرضن له، وتكون النساء أكثر عرضة للاعتداء الجنسي من الرجال.
* الحالات المرضية الأخرى التي قد تحدث مع الاكتئابالنساء اللاتي يعانين من الاكتئاب غالبًا ما يعانين من حالات صحية عقلية أخرى تحتاج أيضًا إلى علاج، مثل:
- القلق
يحدث القلق عادة مصحوبًا بالاكتئاب لدى النساء.
- اضطرابات الأكل
هناك علاقة قوية بين الاكتئاب لدى النساء واضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية والنهم.
- تعاطي المخدرات أو إدمان الكحول
يتعاطى بعض النساء اللاتي يعانين من الاكتئاب أيضًا شكلاً من أشكال المخدرات أو العقاقير، ويمكن لتعاطي المخدرات أن يفاقم من حالة الاكتئاب ويجعل من الصعب علاجها.
* الاعتراف بالاكتئاب وطلب العلاجعلى الرغم من أن الاكتئاب قد يكون له تأثير كبير، إلا أن هناك علاجًا فعالاً، حتى الاكتئاب الحاد غالبًا ما يمكن علاجه بنجاح، اطلبي المساعدة إذا كنت تعانين من أي علامات وأعراض للاكتئاب، مثل:
- مشاعر مستمرة بالحزن أو الشعور بالذنب أو اليأس.
- فقدان الاهتمام بالأشياء التي كنت تستمتعين بها سابقًا.
- تغييرات كبيرة في نمط النوم، مثل الخلود إلى النوم أو البقاء نائمًا أو فرط النوم.
- التعب أو الألم غير المبرر أو أعراض جسدية أخرى مجهولة السبب.
- تغيرات في الشهية مما يؤدي إلى نقص أو زيادة ملحوظة في الوزن.
- الشعور بأن الحياة لا تستحق العيش أو وجود أفكار انتحارية.
* هل أنتِ غير متأكدة من كيفية الحصول على العلاج؟ فكري في اللجوء إلى مقدم خدمات الرعاية الأولية أولاً، وهو قد يكون طبيب الأسرة أو طبيبًا باطنيًّا أو ممرضة ممارسة أو طبيبة توليد أو اختصاصي أمراض النساء، إذا لزم الأمر، يمكن لمقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية أن يحيلك إلى مقدم خدمات صحة عقلية اختصاصي في تشخيص الأمراض النفسية وعلاجها، مثل الطبيب النفسي.
تذكري أن الاكتئاب أمرٌ شائع ويمكن علاجه، إذا كنت تعتقدين أنك مصابة بالاكتئاب، فلا تترددي في طلب المساعدة.