كيف تحمي مناعتك من الأمراض

تعتبر المنظومة المناعية وسائل ذاتية للدفاع عن الجسم ضد المخاطر التي قد يتعرض لها الإنسان ضد التغيرات البيئية والبكتيريا والفيروسات التي تغزو الجسم وتسبب الأمراض، طبقاً لما ذكره الدكتور حامد عبد الفتاح الأشقر في كتابه “مبادئ علم المناعة”.



وتتمثل مظاهر المقاومة المناعية للأمراض في نوعين أساسيين هما المقاومة العامة غير النوعية وتظهر في الجهاز الغلافي بالجسم مثل الجلد والبشرة والأهداب والشعيرات الدقيقة بمداخل الجسم كالأنف والأذن ثم الشعر والدموع واللعاب، وكذلك عمليات الإخراج كالتبول والتبرز ، وأيضاً تظهر في الطبقة الدهنية التي تكسو البشرة، بالإضافة إلى المركب المناعي “ليزوزيم” والإفرازات المهبلية والعصارات المعدية ومركبات مناعية هامة كـ”الأنترفيون”.



أما النوع الثانى فهو المقاومة المتخصصة للأمراض والتي تحمي الجسم وأعضاءه وخلاياه من الإصابة بالأمراض، مثل المناعة المكتسبة سواء من التعرض لمرض ما أو من خلال الحقن باللقاح أو بالأجسام المضادة، وقد تكون مكتسبة من خلال التفاعل مع ميكروب أو مسبب المرض عند هجومه على الجسم فينتج الجسم أجسام مضادة ويزداد نشاط الخلايا التائية المناعية، وقد تكون مناعة حيادية طبيعية أى سارية من الأم إلى الجنين عبر المشيمة أثناء فترة الحمل لتقوية مناعته ومقاومته للأمراض وكذلك أثناء الرضاعة، ومن أبرز النقاط التى عرضها الدكتور حامد فى كتابه :



عوامل تؤثر على المناعة



- النوم، يجب أن ينال الفرد قسطاً وافراً من النوم الجيد وفي أوقات النوم الطبيعية.



- الضغوط النفسية، حيث تؤثر على الجهاز المناعي وتضعف مقاومته للأمراض.



- الضغوط البيئية، فالدخان والتدخين والمياه الملوثة والضوضاء والزحام كلها عوامل يجب تجنب التعرض لها، فمن الضروروى إتاحة الفرصة للرئتين لدخول هواء نظيف بارد من وقت لأخر إليها قدر الإمكان، إلى جانب ترك عادة التدخين السيئة وغيرها من العادات التى تورث ضعف وانحلال المناعة.



- سوء التغذية، يجب إتزان الغذاء، فكثرة الطعام أو قلته ليس المقياس، بل إحتواء الوجبات الغذائية على مكونات الغذاء الأساسية.



ومن ضمن الأطعمة المفيدة للجهاز المناعي عسل النحل الأصلي، حبة البركة، القرع العسلي، حليب الآبل، الأسماك التي تحتوى على زيت “أوميجا 3 “وزيت الزيتون، والبصل والثوم ، بالإضافة إلى عنصر الزنك بالخضراوات الطازجة وتناول المزيد من الفواكه الطازجة والبلح الرطب، وبعض الأعشاب كالحلبة والينسون، مع التقليل بقدر الإمكان من المركبات الدهنية التي لها تأثير سلبي على المناعة.



وقد ذكرت العديد من الدراسات أهمية “حليب الإبل” أو اللبن الرايب أو الزبادي وإحتوائه على “جلوبيولينات مناعية” وأجسام مضادة عالية الكفاءة وسريعة التعامل مع الميكروبات، فهو يعتبر علاج وحماية وتقوية للجهاز المناعي لمن يداوم على شربه، ويكفى منه من 2 إلى 3 أكواب يومياً.



- النشاط والحركة البدنية، فتشير العديد من الدراسات والبحوث إلى أن أهم معززات الجهاز المناعي ترك الكسل والراحة وكثرة استعمال السيارات في التنقل والأدوات التقنية الحديثة، واللجوء بدلاً من ذلك إلى تحريك الجسم والعمل العضلى غير العنيف وممارسة الرياضة، فالاستمرار فص برنامج رياضى حتى لو بسيط مثل المشي يومياً لعدة دقائق، أو صعود السلم بدلاً من المصعد الآلي، وتحريك العضلات في حدود المقاعد والمكاتب مهم في الحفاظ على حيوية الجهاز المناعى.



الرياضة والسرطان



أكدت العديد من الدراسات العلاقة بين النشاط البدني ومرض السرطان لدورها في خفض وتقليل الدهون بالجسم، فمن المعروف أن البدانة من ضمن أسباب الإصابة بالسرطانات كسرطان بطانة الرحم، وسرطان الثدي والقولون.



ويؤثر النشاط البدني المنتظم والمستمر على مستوى هرمونات معينة في الجسم مثل هرمون “استرادول”، وهو عامل مسبب لبعض أشكال سرطان الثدي، كما أن ممارسة الرياضة تحمي الأشخاص من التدخين والضغوط النفسية، اللذان يتسببان في الإصابة بأحدث أنواع السرطانات مثل سرطان الرئة والفم.



وأوضحت إحدى الدراسات أنه بعد التدريب البدني بالتمرين على الدراجة الثابتة بشدة 60 إلى 85% و لمدة من 20 إلى 30 دقيقة بمعدل ثلاث مرات كل اسبوع ولفترة عشرة أسابيع على عينة من مرضى سرطان الثدي، أظهرت زيادة 70% فى المعدل الأقصى لاستهلاك الأكجسين في المرحلة الثانية للعلاج جنباً إلى جنب مع التعرض للمواد الكيميائية، بالإضافة إلى تحسن الحالة المزاجية، والحفاظ على نسبة الدهون، والحماية ضد سرطان القولون، وتحسن في حالات سرطان الجهاز التناسلى لدى النساء.



كما وجد الباحثون أن هذا لا ينطبق على جميع المرضى وكل أنواع السرطان، فممارسة التمرينات البدنية غير ملائم إطلاقاً لبعض مرضى سرطان ما أو في مرحلة ما من مراحله.



أطعمة للمناعة



- حبة البركة، والتي تزيد من قدرة الجهاز المناعي لإحتوائها على مركبات “أسترولية” تتكون من العديد من الأحماض الأساسية غير المشبعة والتي تعمل على تنظيم تكون “البروستاجلاندين” اللازم للعديد من الوظائف الحيوية بالجسم ومنها الخلايا المناعية، فهو يفيد في علاج الالتهابات ومنها التهابات البروستاتا، ويحتوي على إنزيمات تنشط المناعة ومضادة للجزيئات الحرة التي تضر كثيراً بالجسم فهى تساعد في عمليات مضادات الأكسدة مع فيتامين “إي” و “أ” و “سي”، كما أنها تستخدم ايضاً لتسهيل حركة الأمعاء والمعدة ويمكن استعمالها لعلاج نزلات البرد، والربو، وعلاج التوتر العصبي.



- زيت الزيتون، وزيت “أوميجا 3”، يعملان كوقود نقي ليس له مخلفات ضارة، كما أنهما يحمل الزيوت الثقيلة مثل الكوليسترول منخفض الكثافة، وتحفيز الجهاز المناعي للقيام بوظائفه.



- زيت السمسم، مفيد كمضاد حيوي للأكسدة أو مضاد للشوارد الحرة التي تضر خلايا الجسم.



- عسل النحل، يعتبر هام جداً للجهاز المناعي ويساعد فى إمداد الجسم بالطاقة وبالعديد من المركبات والعناصر الغذائية الهامة للنمو وصيانة الخلايا.



- التمر، يحتوي على 70 - 80% مواد سكرية سهلة الهضم والامتصاص، وغني بالطاقة العالية لإحتوائه على بروتين وعناصر معدنية مثل الفسفور والكالسيوم والماغنسيوم والحديد والصودويم والبوتاسيوم والزنك والكبريت والكلورين وفيتامينات هامة مثل فيتامين “أ” و “د” و “ب”، بالإضافة إلى الألياف الهامة المفيدة للمعدة والأمعاء.



- العنب، يعتبر من أهم وأسهل وأرقى مصادر الطعام من السكريات سهلة الهضم والامتصاص، وهو غنى بعنصر الزنك الذي يعتبر عنصر هام للخلايا المناعية ومفيد لمواجهة عمليات الأكسدة المفرطة فى الجسم والتي تضر الخلايا المناعية فتسبب متاعب وأمراض أبسطها الآلام العضلية السمتمرة والاحساس بالتعب والضعف، وتليف أغشية الخلايا والمادة التى تحمل شفرة النشاط الهرمونى والإنزيمى وتزيد من الكوليسترول الدهني البرويتني منخفض الكثافة، مما يسبب تصلب الشرايين ومخاطر بالعضلة القلبية.