إن الحنان والحب للطفل يساعدان في نمو العقل السليم ويبنيان علاقة قوية بين الأهل والطفل، بينما الالتصاق الجسدي المباشر بين الأم والطفل بعد الولادة مهم جداً ويترك آثاراً نفسية إيجابية على الطفل، ولذا يوضع الطفل مباشرة على ثدي المرأة بعد الولادة لإعطائه الإحساس بالأمان والدفء اللازمين، وقد أثبتت الدراسات أن أسلوب الساكنة (وضع الطفل مع والدته في الغرفة طوال فترة بقائه في المستشفى) سيساعد الأم للتحضر إلى العناية بالطفل في المنزل من دون مشاكل، ولكن هناك بعض الأمور الواجب مراعاتها مثل أن تكلم الأم طفلها وتدلك جسمه عند إعطائه الحمام اليومي، ولمس وجه الطفل ومحادثته عند الرضاعة، أو إسماع الطفل صوت والدته مما سيعطيه الأمان والدفء التي طالما شعر بهما طوال فترة الحمل وهو جنين، إن نبرة الصوت التي يخاطب بها الطفل تؤثر على نموه العاطفي وسلوكه وشخصيته بشكل عام عندما يكبر فعلى الأم الاستماع والتخاطب معه بلطف وهدوء مهما كان الأمر شديداً وصعباً، فهذا يساعد على فهم موقف طفلها، كذلك قراءة آيات من القران الكريم للطفل قبل الولادة وبعدها، أو بعض الأذكار سيساعد على إعطاء السكينة والاطمئنان للطفل وينمي ذكاءه ويقوي ذاكرته، عندما يبلغ الطفل السنة الأولى وما فوق تبدأ الأم بقراءة القصص مما سينمي له مخيلته ويعطيه كماً جديداً من الكلمات التي سيضيفها إلى قاموس الكلام في ذاكرته ويساعد في عملية النطق السليم عند بداية الكلام، وقد أثبتت الدراسات أن إعطاء الطفل الأمان النفسي عند الطفولة يقوي مستوى الذكاء والتحصيل العلمي عنده عندما يبلغ سن الدراسة كما يجب أن تبنى التربية السليمة على أسس وقيم إسلامية قوية، ومن أجل تحقيق النتيجة المبتغاة من الإنجاب والتنشئة لتأسيس مجتمع سليم يمكن الاستعانة بكتب تروي سيرة الرسول ومعاملته للأطفال، مع العلم أن عملية التربية السليمة ستؤثر على صحة طفلك بشكل أو بآخر، فيجب تعليم الطفل الآداب الإسلامية واحترام الآخرين، وأهمية الوقت والاستفادة منه، وأهمية طلب العلم والقراءة والبحث والسؤال والاستكشاف منذ الصغر، وهناك الكثير من الألعاب التربوية التي تساعد على بناء الذكاء وتقوية الذاكرة، والحرص على اختيار الرياضة السليمة غير المؤذية على أن تراعى قواعد السلامة وفي حالة الفتيات يجب عدم دفع الطفلة لممارسة رياضات عنيفة قد يكون لها آثار على أعضائها التناسلية عند البلوغ، كما يجب عدم ترك الطفل أمام التلفاز أو شاشة الكمبيوتر طوال اليوم لما به من ضرر على العيون والتركيز كما أن قلة الحركة ستؤدي إلى السمنة وعدم مرونة العضلات. ومن أجل سلامة الطفل على الأم مراعاة أن الطفل يحب الاستطلاع وسيحاول اكتشاف أي شيء أمامه فيجب إخفاء الأدوات الحادة بحرص، والأشياء الصغيرة، والأدوية والمنظفات المنزلية، وتغطية مفاتيح الكهرباء ووضع حاجز خشبي عند الأدراج، وإبعاد المشروبات الحارة والمواد الحارقة عن الطفل، ووضع سياج حول المسبح، والانتباه للطفل عند الخروج للزيارات أو الأماكن العامة.
في الختام لا تنسي عزيزتي الأم أن تمنحي طفلك فرصة لحياة أفضل بإعطائه التلقيحات اللازمة حيث إن هذه التلقيحات من شأنها حماية طفلتك من الأمراض المعدية، وبالتنسيق مع طبيب الأطفال.
قسم التثقيف الصحي