شاكر عبد الرحمن Admin
الجنس : عدد المساهمات : 10669 تاريخ التسجيل : 07/06/2011 الموقع : العراق
| موضوع: الصحة الإلكترونية والحماية الحديثة للمجتمع 27/12/2014, 7:43 am | |
| الصحة الإلكترونية والحماية الحديثة للمجتمع أ. حسان عثمان * الرسالة العامة للصحة الالكترونية هي العناية بالمجتمع والتطلع لخلق مجتمع سليم، وذلك من خلال تعريض المجتمع لكم كبير من الرسائل التي تتضمن محتوى صحي موثوق، فالسلامة أولاً يجب أن تكون سلامة المعلومة من حيث صحتها ودقتها وموثوقية المصادر. ويمر الإنسان بثلاث مراحل في تعامله مع المعلومة الصحية، فأولاً لدينا الإنسان قبل المرض فهو يتعرض وبانتقائية لمعلومات معينة تدخل ضمن اهتماماته أو تدخل ضمن قنوات معينة تصل إليه أو هو من يبحث عنها، فمثلاً معلومات تتعلق بالاصابات الرياضية فهي تهم جيل الشباب المتابع للأنشطة الرياضية، ويمكن الوصول إليها عبر القنوات الرياضية أوالمواقع الالكترونية التي تهتم بالرياضة، بينما نجد أن معلومات تتعلق بأزمات الربو تهم الأمهات جميعاً لحماية أطفالهن، وهي توجد في برامج الأسرة والقنوات والمواقع التي تهتم بالجوانب الصحية والطبية، لكن السؤال هل سيبحثون عن هذه المعلومات قبل الاصابة بالمرض أم خلال أم بعد المرض؟، نجد أن البحث قبل الإصابة محاط دائماً بالميول والمناسبة التي يحدث فيها التعرض ونجد أنه ليس فقط محاطاً بانتقائية التعرض للموضوع بشكل عام بل أيضاً بانتقائية التعرض لأجزاء معينة، يلي ذلك هو محاط بانتقائية التذكر فليس كل معلومة يستطيع الإنسان تذكرها ولكنه قد يستدعيها حين الحاجة لها، وهو الأمر الذي يقودنا إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة تعامل الإنسان مع المعلومة أثناء المرض، وهي المرحلة التي يكون فيها المريض بحاجة للشفاء فالمعلومات التي تتعلق بالشفاء أو امكانية الوصول للعلاج الشافي هي ما يستحوذ على تركيز المريض من معلومات، وليس المعلومات الوقائية، اضافة لذلك أن هذه المرحلة هي الفترة التي يقضي فيها المريض جل الوقت مع معاناة المرض والتعامل مع الطواقم الطبية، وهي مرحلة تعتبر صالحة لنوع معين من المعلومات يملكها الفريق المعالج، ولكن كلما طالت هذه الفترة فهي تقودنا إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة تعامل الإنسان مع المعلومة بعد المرض، فبعد المرض أما الشفاء أو ملازمة المرض لا سمح الله وذلك في حالة الأمراض المزمنة، وفي الحالتين تختلف بوصلة اهتمام المريض ونوع المعلومات التي يحتاجها، ونلاحظ أن أغلب النشاطات التوعوية تركز على المرحلة الأولى أي ما قبل المرض وهو ما يسمى بالوقاية من الأمراض. والصحة الالكترونية لها دور فعال ومهم جداً في وقاية المجتمع من الأمراض على اختلافها، وذلك من خلال عدة سبل مثل الرسائل الالكترونية، ومن خلال الهواتف الذكية والتكنولجيا الحديثة وقبل ذلك الانترنت، بالاضافة للتلفزيون التفاعلي والألعاب الالكترونية الحديثة وذلك من خلال برامج موجهة للأطفال والنشء، وهو الأمر الذي يؤدي لنشر المعلومات الصحية على شرائح هائلة من المجتمع بعد أن كانت محصورة بين الطبيب والمريض وتدور في أروقة المستشفيات وفي مرحلة أثناء المرض، ولكن ما حدث الآن هو اتساع الأفق ودخول لاعبين آخرين مثل الإعلاميين وفنيو الاتصال والبرمجة وذلك مرده أن الطبيب لكي ينشر رسالته فهو يحتاج لوسيلة إعلامية بطواقمها خصوصاً التحريرية، ومبرمجين لوضع الرسالة في شكلها الإلكتروني، ليتم صياغة الرسائل التوعوية باحترافية إعلامية ومن ثم تصميمها ووضعها بشكل قابل للنشر الإلكتروني، ويتم ذلك ليس من خلال طرح مواضيع معقدة أو عميقة بل من خلال استراتيجية نشر رسائل بجرعات صغيرة ومناسبة وبأساليب مفهومة تناسب جميع الأذواق والثقافات والأعمار، وتعتمد الصحة الالكترونية في مجال الوقاية على ثلاثة أدوار هي التحضير والتبليغ والمتابعة، والتحضير هو أمر يبدأ بامتلاك المعلومة وتوافرها بشروط عالية الدقة من حيث الصحة والموثوقية والمرجعية الصحية وتقدير احتياج المجتمع لهذه المعلومات في وقت ما من خلال مناسبات وفعاليات إما علمية كاليوم العالمي لمكافحة التدخين أو من خلال مناسبات خاصة كالكورونا أو انفلونزا الخنازير وغيره من أحداث تستجد وتملك الطواقم معلومات كبيرة عنها أو من خلال استطلاعات الراي وقياس احتياج المجتمع لمعلومات تخص مرض أو مجموعة أمراض معينة، والتبليغ هو مرحلة ايصال المعلومة لأفراد المجتمع بآليات وطرق ووفق معايير معينة، أما المتابعة فهي الاستمرارية والمثابرة في نشر أما نفس الجرعات من المعلومات أو جرعات مكملة ومراقبة ردود الأفعال واستجابات أفراد المجتمع والتعامل مع ردود الأفعال هذه للوصول لأكبر قدر من التأثير المخطط والهادف، وتعتمد الصحة الإلكترونية على المصداقية من خلال وضع أناس متخصصون وذلك لاضفاء الوقاية من الوقوع في المفاهيم الخاطئة ولحماية الناس وبالتالي يقودنا الحديث هنا لحماية خصوصية المريض، فكما ان أي معلومة يتلقاها الفريق الطبي تخص المريض هي سرية ولا يمكن الكشف عنها إلا من خلال الطبيب وللمريض فقط أو لصاحب الصلاحية كالأب أو الأم في حالة الأطفال المرضى، فإن الصحة الإلكترونية تقوم بنفس الدور فيما يتعلق باستجابات الأفراد وتفاعلهم مع الرسائل الصحية وفي تساؤلاتهم والإجابات المعطاة. الصحة الالكترونية هي حقيقة وهدفها حماية المجتمع من خلال نشر التوعية والوقاية ولكن بأساليب إلكترونية وحديثة. * إدارة تعليم التمريض | |
|