اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو نوع من الحالات المرضية العقلية المزمنة تتسم فيها طريقة تفكير الشخص وإدراكه للمواقف وارتباطه بالآخرين بالاختلال والميول إلى التدمير.
وعادة لا يأبه المصابون بهذا النوع من الاضطراب بالصواب والخطأ، وغالبًا ما يستخفون بحقوق الآخرين وأمنياتهم ومشاعرهم، فما هي أسباب الاضطراب؟ وما هي العوامل التي تساعد على حدوثه؟
* الأسباب
إن الشخصية عبارة عن مزيج من الأفكار والعواطف والسلوكيات التي تجعل كل فرد متفردًا عن غيره، فهي تمثل الطريقة التي يرى بها الشخص العالم الخارجي ويفهمه ويرتبط به، وكذلك الطريقة التي يرى بها نفسه.
وتتكون الشخصية أثناء الطفولة وتتشكل من خلال التفاعل مع العوامل التالية:
1- الوراثة
تمثل هذه الميول الموروثة جوانب شخصية الفرد والتي تنتقل إليه من الأبوين، مثل الخجل أو النظرة الإيجابية، وأحيانًا يُطلق على هذه الحالة اسم الحالة المزاجية.
2- البيئة
البيئة هي ما يحيط بالإنسان وينمو معه، وهي الأحداث التي يمر بها والعلاقات التي تربطه بأفراد العائلة والآخرين، فهي تضم المواقف الحياتية مثل نوع التربية التي نشأ عليها، سواء كان يغلفها الحب أو الإساءة.
يُعتقد أن الاضطرابات الشخصية تنتج عن مزيج من هذه المؤثرات الموروثة والبيئية، وقد يرث بعض الأشخاص جينات تجعلهم عرضة للإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وقد تحفز المواقف الحياتية ظهور الأعراض.
قد تكون هناك علاقة بين قلة العاطفة المبكرة - فهم وجهات نظر الآخرين ومشكلاتهم، بمن فيهم الأطفال الآخرين - والإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بعد ذلك، وقد يفيد اكتشاف هذه المشكلات الشخصية في وقت مبكر في تحسين النتائج طويلة المدى.
* عوامل الخطورة
على الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق للإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، فيبدو أن هناك عوامل معينة تزيد من مخاطر الإصابة بهذا المرض أو تحفيزه؛ ومن بينها:
- الإصابة باضطراب السلوك في الطفولة.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أو غيره من اضطرابات الشخصية أو الأمراض العقلية.
- التعرض للإيذاء اللفظي أو البدني أو الجنسي في الطفولة.
- المعاناة من حياة أسرية غير مستقرة أو فوضوية في الطفولة.
- فقدان الأبوين بسبب صدمة الطلاق في الطفولة.
- سوابق معاقرة المخدرات لدى الأبوين أو غيرهما من أفراد العائلة.
يتعرض الرجال لخطر أكبر من النساء للإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.