ربما تكون التحذيرات الغامضة على أغلفة وملصقات محتويات المنتجات الغذائية مثل عبارة «قد يحتوي على المكسرات»، مربكة بالنسبة لمن يعانون من حساسية الطعام، لأنها لا تساعدهم على معرفة ما إذا كان المنتج آمنا أم لا. ويزعم باحثون في دراسة صدرت بداية هذا العام أنهم توصلوا إلى معرفة متى تصبح 5 أطعمة معروفة مثيرة لأعراض الحساسية. وتلك الأطعمة هي الفول السوداني، والبندق، والكرفس celery، والسمك، والجمبري وهي تتسبب في حدوث حساسية لدى 10 في المائة من الأشخاص المصابين بحساسية تجاهها.
وقال فريق البحث بقيادة الأستاذة كلير ميلز من معهد الالتهاب والعلاج بجامعة مانشستر في المملكة المتحدة إنه يأمل في أن تحسن نتائج البحث طريقة تسجيل التحذيرات المتعلقة بالحساسية على المنتجات الغذائية.
يعاني نحو 15 مليون شخص، من بينهم 6 ملايين طفل، في الولايات المتحدة من حساسية الطعام. وتتسبب 9 أنواع من الأطعمة في حدوث نحو 90 في المائة من حساسية الطعام وهي: الحليب، والبيض، والسمك، والقشريات، والمحار، والجوز، والفول السوداني، والقمح، وفول الصويا. ويعد الفول السوداني من أكثر الأطعمة التي تثير حساسية الطعام في الولايات المتحدة. وينص قانون تحديد الطعام المسبب للحساسية وحماية المستهلك لعام 2004 على ضرورة تحديد 8 أنواع من الطعام المسببة للحساسية بوضوح وبكلمات بسيطة على المنتجات الغذائية سواء من خلال توضيح المادة المسببة للحساسية بشكل منفصل أو إدراجها ضمن قائمة المكونات.
بالنسبة إلى المنتجات الغذائية التي يصادف أنها تحتوي على نسبة ضئيلة من مسببات الحساسية بسبب إنتاجها في مصنع يتعامل في مسببات حساسية على سبيل المثال، ربما يكون من الضروري وضع تحذيرات وقائية على الغلاف. مع ذلك تفتقر تلك التحذيرات إلى الاتساق والتنظيم. وتشير الأستاذة ميلز إلى اختلاف درجات استجابة من يعانون من حساسية الطعام لمسببات الحساسية. وربما يؤدي وضع تحذير وقائي غير متسق على غلاف المنتج إلى إرباك المستهلكين وتعريضهم للخطر. وتوضح الأستاذة ميلز قائلة: «ما أردناه هو التوصل إلى معرفة الدرجة التي تثير عندها المادة المسببة الحساسية أعراضا لدى أكثر الناس حساسية الذين يمثلون 10 في المائة. ويمكن استخدام هذا النوع من البيانات في وضع تحذير متسق على المنتجات الغذائية».
ومن أجل إجراء هذه الدراسة التي نشرت في دورية الحساسية وعلم المناعة الإكلينيكي، حلل الباحثون بيانات من 436 شخصا يعانون من حساسية الفول السوداني أو البندق أو الكرفس أو السمك أو الجمبري. وتم أخذ كل من تم إجراء الدراسة عليهم من مشروع «يوروبريفال» الذي يهدف إلى تقييم المخاطر المرتبطة بحساسية الطعام وعلم الأوبئة بين السكان الأوروبيين. وكان يطلب من كل مشارك الاشتراك في تحد لتناول طعام يتضمن تناول كميات صغيرة من الطعام الذي يعانون من حساسية تجاهه، بينما يرصد الباحثون استجاباتهم.
ووجد الباحثون أن أعراض الحساسية لدى الأشخاص الأكثر حساسية من بين نسبة الـ10 في المائة تظهر بعد تناول كمية تتراوح بين 1.6 و10.1 مليغرام من البندق والفول السوداني وبروتين الكرفس، في حين أنها تظهر بعد تناول 27.3 مليغرام من السمك و2.5 غرام من بروتين الجمبري. ويعبر الفريق عن أمله في أن تنجح تلك النتائج في تزويد المصابين بالحساسية بمعلومات أكثر عن كميات مسببات الحساسية التي قد تتسبب في ظهور أعراض، وتساهم في تحسين البيانات التي توجد على أغلفة المنتجات الغذائية.
وأضافت ميلز: «ما نود أن نراه هو تحذيرات تخبر المصابين بالحساسية بالمنتجات التي عليهم تفاديها تماما أو تلك التي لا تثير أعراض إلا لدى الأشخاص الأكثر حساسية». وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن الأطفال الذين يعيشون في المناطق الداخلية من المدن أكثر عرضة للإصابة بالحساسية.