الراسن الطبي
أ.د. جابر بن سالم القحطاني
الراسن الطبي ويعرف بالزنجبيل الشامي والقسط الشامي وعين الحصان والجناح بلغة أهل الأندلس واللوف والراسن نبات عشبي معمر يصل ارتفاعه طوله إلى مترين، وهو ذو ساق صلب منتصب وأوراق مسننة تغمد الساق سميكة، لون الجهة السفلى يميل إلى البياض، الأوراق السفلية من النبات عريضة، الأزهار صفراء إلى برتقالية جذر النبات سميك. الجزء المستخدم من النبت جذوره، يعرف الراسن علمياً باسم Unula helenium من الفصيلة المركبة.
الموطن الأصلي للراسن جنوب شرقي أوروبا وغربي آسيا وينبت اليوم في كثير من المناطق المعتدلة بما في ذلك أجزاء من الولايات المتحدة.
المحتويات الكيميائية
المحتويات الكيميائية هي الزيت الطيار وأهم مركبات هذا الزيت الانتولاكتون وأيزو الانتولاكنتون ومركب مشتق من المركب السابق يسمى هيلينالين وكافور، كما يحتوي مواد عديدة السكاكر ومن أهمها الأنيوليين الذي تصل نسبته إلى 44% كما يحتوي مواد صابونية ثلاثية التربين وستيرولات.
الاستعمالات
الراسن نبات له ماض عريق فقد تكلم عن فضائله العالم ديو سقوريدوس والعالم بلين والبرت الكبير والقديس هيلدو جارد في العصور الوسطى، وكذلك ماثيول في عصر النهضة لذا فإن شهرته قد طبقت الآفاق، ويرجع الاسم النباتي إلى هيلنا الطروادية التي تزعم الأسطورة أنها كانت تحمل الراسن الطبي بيدها عندما ذهبت مع باريس لتعيش معه في طروادة، ولطالما اعتبر جذر الراسن مقوية ومدفئة ومفيدة على وجه الخصوص لالتهابات القصبة الهوائية وغيره من علل الصدر.
ويقول ابن سينا في قانونه "ينفع من جميع الأورام والأوجاع الباردة وهيجان الرياح والنفخ، ينفع من عرق النسا ووجع المفاصل، وجذوره وورقه ضماد وينفع من شدخ العضل، يحلل الشقيقة البلغمية وخصوصاً نطولاً، يعين على النفق لعوقا بالعسل وهو مما يفرح ويقوي القلب". أما ابن البيطار في جامعه فيقول "إذا شرب طبيخه أدر البلول والطمث، وإذا عمل منه مع العسل واستعمل وافق السعال وعسر النفس، وطبيخه إذا تضمد به وافق عرق النسا".
ويقول أبقراط أن الراسن يذهب بالحزن والغيظ ويبعد عن الآفاق لأنه يقوي فم المعدة ويحلل الفضول التي في العروق بالبول والطمث وخاصة الشراب المتخذ منه. ويقول الأنطاكي في تذكرته "يهيج الشهوتين وينفع الكبد والطحال واسترخاء المثانة، والبول في الفراش وأوجاع المفاصل والظهر، وحبس الطمث وأمراض الصدر كالربو والرأس كالشقيقة شرباً، ينفع من النهوش مطلقاً، وإذا استحلب حبه أبطأ الإنزال "القذف المبكر" وهو مجرب، إذا بخرت به الأسنان قواها، إذا تدلكت به النسا كانت غمرة عظيمة".
أما حديثاً فقد عزل مركب الأنيولين لأول مرة من الراسن الطبي عام 1804م وأخذ اسمه من العشبة ولهذا المركب تأثير ملطف للقصبات، أما مركب اللانتولاكتون فهو مضاد للالتهاب ويخفض الإفرازات المخاطية وينبه جهاز المناعة، وللجذر تأثير منبه ومقشع حيث يقوم على إخراج البلغم من الرئتين بالسعال، ولجذر الراسن تأثير مضاد للبكتيريا وتأثير طارد للديدان ويعود هذا التأثير إلى مركبات اللاكتون، كما أن للجذر تأثيراً مطهراً وهذا يعود إلى الزيت الطيار الذي يحتويه الجذر وللنبات تأثير مضاد للتشنج ومنشط لإفراز الصفراء.
الحد الأقصى للجرعة اليومية 4 جرامات موزعة على ثلاث جرعات في اليوم حيث تؤخذ ربع ملعقة صغيرة من مسحوق الجذر وتغمر في ملء كوب ماء مغلي وتترك لمدة 10 إلى 15 دقيقة ثم يصفى ويشرب بمعدل ثلاث إلى أربع مرات في اليوم.
كما أن الجذر يستعمل على هيئة هيموباثي حيث يؤخذ 5 قطرات من الحبيبات المستخلصة من الجذر كل 30 إلى 60 دقيقة في الحالات الحادة أو مرة إلى ثلاث مرات في اليوم في الحالات المزمنة.
الجرعات الزائدة عن 4 جرامات التي تمثل ملء ملعقة شاي تسبب غثياناً وإسهالاً ومغصاً وربما تشنجاً وإذا حصل مثل هذه العوارض فيجب عمل غسيل للمعدة لتفريغها ويستعمل كبريتات الصوديوم بالإضافة إلى تعاطي مسحوق الفحم النشط، ويمكن إعطاء مادة مضادة للقيء مثل ترايفلو برومازين Trifluopromzine.
ويجب على النساء الحوامل عدم استخدام أي مستحضر من مستحضرات الراسن كما يجب حفظ العقار بعيداً عن الضوء وفي درجة حرارة لا تزيد على 20م وعدم حفظه في أوعية من البلاستيك.
جذر الراسن