د. فيصـل بن عبدالرحمـن أبا الخيـل*
“هل أستطيع الصيام يا دكتور؟” سؤال كثيراً ما يتردد على مسامعنا من مراجعي عيادة أمراض وزراعة الكبد لدى اقتراب دخول شهر رمضان الكريم، وتعتمد إجابة هذا السؤال بشكل رئيسي على كل من نوع المرض والحالة الصحية للمريض، لذا لابد من الرجوع دائماً للطبيب المشرف على الحالة المرضية لتحديد إمكانية الصيام من عدمه.
يُنصح عادة المصابون بالتهابات حادة في الكبد بعدم الصيام لما قد يترتب على ذلك من مضاعفات جانبية لا تحمد عقباها، في حين أنه لا مانع من الصيام في حال استقرار الوضع الطبي للمصابين بأمراض الكبد المزمنة كالتهاب الكبد الفيروسي، التهاب الكبد المناعي الذاتي، تليف (تشمع) الكبد، أما الخاضعون لزراعة الكبد نتيجة لإصابتهم بتليف في الكبد فيُنصح بعدم الصيام في العام الأول من إجراء الزراعة، ومن ثم يتم التنسيق مع الفريق الطبي المتابع للحالة لإعادة جدولة تناول العلاجات المثبطة للمناعة بحيث يتم أخذها مباشرة بعد الإفطار وقبل الإمساك.
لابد من التنويه على أهمية اتباع نظام حياة صحي في هذا الشهر الفضيل لجميع المصابين بأية أمراض في الكبد وكذلك الخاضعين لزراعة الكبد، حيث يتم الابتعاد عن الإفراط في تناول الطعام أثناء الإفطار، واللجوء لوجبات قليلة أو منزوعة الدسم والإقلال من تلك الوجبات الغنية بالمواد الدهنية، وشرب الماء على فترات متفاوتة بالكميات الموصى بها، وأخيراً الالتزام بتناول العلاجات المصروفة حسب التعليمات.