الهذاء (الهذيان) حالة مرضية ذهانية، يميزها الأوهام والهذيان الواضح المنظم الثابت، أي الهذيانات والمعتقدات الخاطئة عن العظمة أو الاضطهاد، مع الاحتفاظ بالتفكير المنطقي وعدم وجود هلوسات في حالة الهذاء النقي، فعلى سبيل المثال، يظل ذكاء الفرد وذاكرته ومعلوماته دون أن يصيبها الضعف إلا على نحو قليل ونادر، وذلك إن حدث، ويلاحظ أن محور تصرفات المريض تدور حول هذا الهذاء الذي يعتنقه والذي لا يشك للحظة في واقعيته وصدقه، ويتخذ المريض من إمكانياته العقلية التي لم تتدهور سندا لتبرير صدق معتقداته الهذائية، والدعوة بين الآخرين لتصديقها، البارانويا لدى مرضى الزهايمر غالبا متعلقة بفقدان الذاكرة، وتبعا لسوء فقدان الذاكرة تسوء حالة البارانويا فمثلا يصل مريض الزهايمر إلى مرحلة البارانويا في حال نسي أين وضع أشيائه الخاصة، في حال نسيانه ربما يصدق بأن أحدا أخذها، ومع مقدمي الرعاية فمريض الزهايمر لا يشعر بالثقة تجاههم في حال اعتقاده أنهم غرباء عنه، وفي حال التعريف بأشخاص غرباء ربما يعتقد المريض بأنهم سيؤذونه، وفي حال توجيه المريض ربما يعتقد بأنك تحاول خداعه.
وللتعامل مع ذوي البارانويا «جنون الهذاء» فهناك بعض النصائح منها عدم إظهار أي ردة فعل في حال أبدى المريض اللوم على شيء ما، عدم مجادلة المريض، إشعاره بالامان، استخدام اللمسة الحانية لإظهار مشاعرك تجاهه، الشرح للآخرين وضع الشخص المصاب، الاحتفاظ بمفاتيح ونظارات احتياطا في حلال الفقدان.
وللتكيف مع الهيجان والعدوانية والذي هو بمعنى أن يكون الشخص في حالة توتر واضطراب، ولا يشعر بالاستقرار، والأشخاص الهائجين يتجولون كثيرا، ويظهرون العدوانية والانتقاد تجاه الآخرين، وجرحهم وايذائهم بالألفاظ، في هذه الحالة ابحث عن السبب، فغالبا هناك مسبب مثال: ألم، توتر، ضغوطات، قلة النوم، ملابس غير مريحه، التغيير المفاجئ في المسكن أو النظام اليومي أو الأشخاص من حوله، الشعور بالخسارة مثل عدم قدرته على القيادة، الأزعاج أو كثرة الأشخاص المحيطين، عند الضغط عليه للقيام بعمل معين أو تذكر حدث ما، الشعور بالوحدة، مضاعفات الأدوية.
للتعامل مع الهيجان والعدوانية نقترح الحرص على مراقبة أي تطور في حالة المريض وبالتالي معرفة السبب قبل حدوث المشكلة، والحرص على تجنب القيام بأي عمل من الممكن أن يزيد الأمر سوءا، السماح للشخص بالتحكم في حياته بقدر الإمكان، محاولة صرف انتباه الشخص من خلال وجبة مفضلة أو نشاط مفضل، اشعاره بالطمأنينة، التحدث بهدوء، الاستماع له، اظهار تفهمك لشعوره بالعصبية أو الاعتراض، والمحافظة على الأشياء والصور التي يحبها في أنحاء المنزل، فهذا يشعر الشخص بأمان أكثر، التقليل من الازعاج، الفوضى، وعدد الأشخاص داخل الغرفة، جرب اللمسة الحانية، الاستماع للقرآن، القراءة أو المشي، الحد من كمية الكافيين، السكريات، الوجبات السريعة.
ويمكن للطبيب اعطاء الشخص اختبار طبي لمعرفة المشاكل المسببة لظهور السلوك، هذه المشاكل ربما تحوي ألم، توتر، تأثير بعض الأدوية، وفحص السمع والبصر كل سنة.
ومن النقاط المهمة لعملها مع الشخص العنيف حماية الشخص نفسه وأفراد عائلته من السلوك العدواني، البقاء على مسافة آمنه من الشخص حتى يتوقف عن عمل السلوك، ومحاولة حماية الشخص من ايذاء نفسه قدر المستطاع، سؤال الطبيب أو الأخصائي في حال وجود دواء من شانه منع أو تقليل الهيجان والعدوانية.
والكثير من مرضى الزهايمر يفضلون التجول بعيدا عن منازلهم أو مقدمي الرعاية لهم، ولذلك على مقدم الرعاية معرفة كيفية الحد من تجوله أو فقدانه، محافظا بذلك على سلامة المريض وراحة عقل مقدم الرعاية، وهناك نصائح ينصح باتباعها قبل تجول مريض ألزهايمرمثل التأكد من حمل المريض لبطاقة تعريف أو اسورة تعريف، ففي حال فقدانه يمكن التعرف على مكان اقامته، اخبار الجيران وعمدة الحي بأن مريض الزهايمر يميل إلى التجول، الاحتفاظ بصورة لمريض الزهايمر لاطلاع الشرطة عليها في حال الفقدان، ابقاء الأبواب مقفلة، توفير نظام الإبلاغ في حال فتح الأبواب.
وفي بعض حالات الزهايمر يبدأ المرضى في البعثرة والبحث في الخزائن والثلاجات والأماكن الأخرى التي يتم التخزين فيها، أيضا ربما يخبئ بعض الأشياء في أرجاء المنزل، هذا السلوك من شأنه ازعاج مقدمي الرعاية وربما يسبب خطرا على أفراد العائلة، إذا شعرت بالانزعاج تذكرأن هذا السلوك ناتج من المرض وليس من الشخص نفسه، في بعض الحالات يكون البحث والبعثرة نتيجة جوع أو ملل، حاول فهم مسبب السلوك لمعرفة كيفية التصرف تجاهه، وننصح باتخاذ بعض الخطوات كالاحتفاظ بالمواد الخطرة في أماكن يصعب الوصول اليها من قبل المريض، ابعاد الطعام الفاسد من الثلاجة والخزائن، ابعاد الأشياء ذات القيمة التي ربما يخبئها مريض الزهايمر مثل الأوراق الرسمية، البطاقات الائتمانية، المجوهرات والمفاتيح، البحث في المنزل لمعرفة الأماكن التي يخبئ فيها المريض عادة، بمجرد معرفة هذه الأماكن يجب جعلها أول مكان للبحث عن المفقودات، ابعاد حاويات القمامة عن المريض، البحث في حاويات القمامة قبل اتلافها، ربما يكون قد خبأ فيها شيء ما، بالإمكان أيضا توفير مكان مناسب وآمن ليتمكن من ممارسة البعثرة بكل حرية، مثل توفير حقيبة مليئة بالأشياء، أو سلة مليئة بالملابس لترتيبها، وإعطائه صندوق خاص به لتخزين أشياءه.