يشكل الفيتامين (D) أحد أهم الفيتامينات التي تساعد في بناء جسم الطفل، وتعزيز متانة هيكله العظمي وأسنانه، وتقوية جهازه المناعي أيضاً، ويجب الحرص على حصول الطفل على جرعات متوازنة من الفيتامين حتى لا تتأثر صحته سلباً بسبب نقصه أو زيادته.
مصادر فيتامين (D) لدى الأطفال
ويدخل فيتامين (D) إلى الجسم عبر ثلاثة طرق:
أولًا: التركيب المباشر للفيتامين في جلد الطفل بعد تعرضه للشمس، وهو ما يجعل التعرض الدوري واليومي إن أمكن للشمس ضرورياً لتحصيل الجزء الأهم من الحاجة اليومية لهذا الفيتامين.
ثانيًا: تناول الأغذية المحتوية على فيتامين (D) ومنها:
- الأسماك الدهنية، مثل سمك التونة والماكريل والسلمون ولحم البقر والكبد ومنتجات الألبان والأجبان وحليب الصويا وعصير البرتقال والحبوب وصفار البيض.
لكن تلك الأطعمة لا تستطيع توفير أكثر من 20% من الحاجة اليومية من هذا الفيتامين، في حال الاستهلاك الاعتيادي.
ثالثًا: تناول الفيتامين (D) بشكله الصيدلاني مباشرة عن طريق الفم.
ويعتبر حليب الأم فقيراً بمحتواه من هذا الفيتامين، لذا تزداد الحاجة لإضافته فموياً للرضع المعتمدين على التغذية بحليب الثدي بدءاً من الأشهر الأولى من العمر.
وتنصح معظم المدارس الطبية حالياً ببدء ذلك الإعطاء من الشهر الثاني من عمر الرضيع على أقل تقدير.
أما بالنسبة للأطفال الرضع الذين يأخذون كامل حاجتهم من الحليب الصناعي، فلا حاجة لإعطائهم فيتامين (D) عن طريق الفم، وذلك لاحتواء جميع أنواع الحليب الصناعي على الحاجة اليومية من ذلك الفيتامين كمادة مضافة إلى مكوناته.
ومن هنا يعود تقدير وتقرير إعطاء جزء من الحاجة اليومية لهذا الفيتامين للرضيع، في حال تلقيه للتغذية بكلا نوعي الحليب (حليب الثدي والحليب الصناعي).
ولأن تغذية الرضّع ما دون السنة من عمرهم تعتمد بشكل رئيس على الحليب، لذا يعتبر إعطاء الفيتامين (D) الفموي ضرورياً في السنة الأولى فقط من العمر، وخاصة في البلدان الباردة التي لا يتعرض فيها الأطفال لأشعة الشمس بشكل كاف، أو في البلدان الصناعية التي يمنع فيها دخان المصانع وصول أشعة الشمس المفيدة إلى الأرض.
ويصعب تحديد الفترة التي يجب أن يتعرض فيها الأطفال لأشعة الشمس، لأن هذه الفترة تعتمد على عدة أمور مرتبطة بالفترة من اليوم نفسه والفصل من السنة ولون البشرة ومساحة المنطقة المعرضة..
- فشمس الصباح وما بعد الظهيرة أغنى بالموجات المشكلة لفيتامين (D) في الجسم.
- وشمس الصيف أكثر فائدة من شمس الشتاء للسبب ذاته.
- أما لون البشرة فهو عامل مهم أيضاً، لأن أصحاب البشرة الفاتحة يستطيعون تركيب الفيتامين (D) في جلدهم بكمية أكبر من أصحاب البشرة الداكنة، عند تعرضهم لنفس المدة الزمنية لأشعة الشمس.
ويجب مراعاة أن تكون المساحات المكشوفة من الجسم أكبر ما يمكن لتأمين تركيب كمية أعلى من الفيتامين ودون وضع واقٍ شمسي على تلك المساحات.
لذا يصطلح على اعتبار فترة تعرض ما بين 15-20 دقيقة يومياً، فترة مناسبة لأخذ الحاجة المطلوبة من أشعة الشمس، خاصة أن تجاوز تلك الفترة قد يعرض الجلد لمخاطر التعرض الطويل الأخرى للشمس كالحروق وسرطان الجلد.
خطر الجرعات الزائدة
وتلجأ بعض الأمهات خوفاً من نقص فيتامين (D) عند أبنائهن، إلى إعطاء هذا الفيتامين بشكل عشوائي ويومي أحياناً، ويعتبر ذلك من الممارسات الخاطئة، فكما أسلفنا بأن الإعطاء الخارجي مطلوب في السنة الأولى من العمر.
أما بعد ذلك، فقد لا تكون هناك حاجة لإعطاء هذا الفيتامين أبداً، بسبب أن الطفل قد يلعب تحت أشعة الشمس لفترات أطول ويأكل من الأطعمة المختلفة المحتوية عليه.
لذا ينصح بمعايرة نسبة الفيتامين في الدم ومعرفة درجة النقص فيه، لأخذ قرار إعطائه وتحديد الكمية والمدة اللازمة، ومواعيد المعايرات القادمة.
إن إعطاء الفيتامين (D) بشكل زائد عن الحاجة، وعند وجود عيارات طبيعية له في دم الطفل، قد يشكل خطراً على صحة الطفل، لأن الزائد عن الحاجة منه يؤدي إلى:
- تكلسات في الكليتين، قد تسبب القصور الكلوي لاحقاً.
- إمساك مزمن واضطرابات هضمية متعددة.
- مشاكل في العين وفي شرايين القلب.
- ارتفاع تدريجي في توتر السائل الدماغي الشوكي.