يسبب الماء الأبيض (الساد أوعتامة العدسة) ما يقارب 15 % من العمى في الأطفال حول العالم1. إما مباشرة بعد الولادة أو تدريجيا خلال النمو.
وتختلف أسباب حدوث هذه العتامة بين:
1- أسباب وراثية.
2- التهابات خلال الحمل.
3- التعرض لبعض الأدوية.
إلا أن أغلب الحالات لا تحمل سببا معروفا لحدوثها.
وتتدرج أنواع الساد (الماء الأبيض) بحسب أشكاله الظاهرة على العدسة، فيتراوح ما بين:
– عتامة لا تؤثر على الرؤية ولا تتطور في الحجم.
– عتامة شديدة تعيق النظر والحركة.
ومن علامات الماء الأبيض:
– رؤية نقطة بيضاء في بؤبؤ العين.
– حول.
– ضعف النظر.
– رأرأة.
الكشف المبكر والعلاج
ومن المهم جدا اكتشاف الماء الأبيض مبكرا جدا وتقييم مدى تأثيره على النظر، فكلما تم اكتشافه مبكرا زادت فرص النجاح في إعادة تأهيل النظر، والعكس صحيح، خاصة في حالات الماء الأبيض الظاهرة منذ الولادة.
حيث إزالة الماء الأبيض يجب أن يكون ما بين سن الأسبوعين إلى الستة أسابيع، ففي تلك النافذة الزمنية يحتاج الدماغ إلى النور كي يحفز خلايا النظر فإذا ما تمت عملية إزالة الماء الأبيض بعدها، قلّت فرصة النجاح في الحصول على حدة إبصار جيد بالرغم من أن العملية تمت بنجاح.
علاج الماء الأبيض في حالة أنه يؤثر على النظر -وهو قرار يتخذه الطبيب المعالج وفقا لاختبارات وفحوصات عدة- هو علاج جراحي دائما إلا أنه لا يمكن أن يكلل بالنجاح دون تعاون الأهل، ذلك أن العملية هي الخطوة الأولى في مشوار طويل لإعادة تأهيل العين.
فبعد إجراء العملية وخاصة في الأطفال قبل السنة الأولى من العمر، حيث لا يتم زراعة عدسة بديلة، يحتاج الطفل إما إلى نظارات طبية أو عدسات لاصقة تعوض عن العدسة المزالة والتي إن لم يتم الالتزام باستخدامها ستدخل العين في كسل وبالتالي لا يكون للعملية التي تمت أي قيمة.
أما إذا تجاوز الطفل السنة فإن عدسة صناعية يتم زرعها داخل العين عوضا عن المزالة، وفي تلك المرحلة أيضا يحتاج الطفل للالتزام بالنظارات، حيث إن العدسة وضعت بقياس يتم الاستفادة منه مستقبلا حين يكتمل نمو العين تماما، ولذلك خلال نمو العين يتغير قياس طول النظر لدى الطفل ويتناقص تدريجيا، وبهذا فإن على الأهل الالتزام بمواعيد الفحص الروتينية حيث إن قياس النظارات يتغير في كل زيارة.
وعلى الأهل أن يدركوا أن العدسات الصناعية لا تملك خاصية النظر عن قرب ولذا سيحتاج الطفل دائما إلى نظارات قراءة تساعده في رؤية الأشياء القريبة.
أما في حالة كانت العتامة في عين واحدة فإن الطفل سيحتاج بعد إجراء العملية إلى تغطية العين السليمة بالإضافة إلى النظارات لتنشيط وتحفيز العين على النظر حتى لا تدخل في حالة الكسل.
علاج عتامة العدسة هو مجهود مشترك بين طبيب عيون الأطفال والأهل، ولا يمكن أن ينجح إذا أخل أي الطرفين بالقيام بدوره، ويحتاج إلى سنوات من الالتزام والمثابرة، فالعملية الجراحية ما هي إلا خطوة أولى في مشوار طويل.