تتحسن لديهم مستويات الدهون الضارة في الدم والجسم
عمليات تكميم المعدة.. اختفاء داء السكر من 66% والضغط من 60% من المرضى بعد أشهر من إجرائها
البدانة سبب للعديد من الأمراض المزمنة
د.أحمد الزبيدي
كنت قد كتبت قبل اسبوعين عن مساوئ عمليات تكميم المعدة والتي يرى بعض الناس الذين لم يبتلهم المولى بهذا المرض أن عمليات التكميم من شأنها أن توفر المال على مقدمي خدمة الصحة في البلد من وزارة ومستشفيات وأطباء، كما أنها تملأ جيوب أطباء الخاص بالدراهم. وانا هنا لن أرد على أحد ممن تسأل هنا أو لمز ببعض الكلمات هناك. سأقوم هنا بسرد فوائد عمليات تكميم المعدة وأترك الباقي لضميركم يحكم بنفسه فإن لم يقتنع فأنا أطلب منكم زيارة أحد مرضى السمنة الذين لم يخضعوا لمبضع الجراح ولمريض أخر خضع لعملية تخسيس السمنة والتعرف عن حياتهم عن قرب، عما يعانون منه وعما تخلصوا منه وعنما تغير في حياتهم.
أظهرت جراحات علاج البدانة على مدى عدة عقود من الزمن أنها أكثر سرعة وفعالية في إنقاص الوزن الزائد عند من يعاني من السمنة المفرطة بالمقارنة مع الأدوية، والأنظمة الغذائية المختلفة (الريجيمات المتنوعة) أو تغير نمط الحياة باستمرار. ولكي يكون تأثير الجراحة كما يريده المريض فإنه لابد أن تكون لدى المريض الرغبة أولاً في التخلص من وزنه الزائد وأيضاً أن تكون لدية القدرة على الانضباط على برنامج حمية قبل الدخول في العمل الجراحي وأن يخسر ما يقارب العشرة كيلوجرامات من وزنه.
ففي دراسة كندية صدرت من عيادة أنزل وزنك بحكمة في مدينة ادمونتون، بولاية ألبرتا، أظهرت أن اتباع المريض لخطة علاجية تبدأ من النهج الطبي الغذائي ثم العلاج الجراحي متبوعاً بتغيير حياتي نمطي يكون أكثر فاعلية. فكثير من مرضى هذا البرنامج خسروا بعد عمليات تكميم المعدة من مؤشر كتلة الجسم بمتوسط 9 كجم / متر مربع في 6 أشهر و15كجم / متر مربع بعد سنة من العملية. وهذا يعني أنه إذا كان مؤشر كتلة الجسد قبل العملية 45 كجم / متر مربع فإن مؤشر كتلة الجسم سيكون 36 كجم / متر مربع بعد 6 أشهر و22 كجم / متر مربع بعد سنة من العملية. وهو معدل أعلى بكثير عمليات تركيب حلقة المعدة والتي كان لا يتعدى فيها متوسط انخفاض مؤشر كتلة الجسم بمتوسط 5 كجم / متر مربع في 6 أشهر و10 كجم / متر مربع بعد سنة من العملية، وهذا ما أكدته دراسة منهجية حديثة لتكميم المعدة أن متوسط خسارة الوزن الزائد تصل الى 47٪ من وزن ما قبل العملية في غضون 5 سنوات.
أما أثر عمليات السمنة عموماً والتكميم خصوصا على داء سكري الكبار فإنه أمر مثير للإعجاب للغاية. فقد أوضحت دراسة مرجعية منهجية حديثة، قام بها الدكتور جل، اختفاء داء السكر من 66% من المرضى الذين خضعوا لعمليات التكميم والذي تم التحقق منه عن طريق ملاحظة التحسن العام في مستويات سكر ومستويات نسبة HbA1c، وكذلك بتوقف المرضى عن تناول جميع أدوية السكري. كما قامت مستشفى كليفلاند كلينك، بمقارنة كل من عمليات تكميم المعدة وعمليات تحوير المعدة بالعلاجات الطبية والغذائية المختلفة والتي أوضحت أنه ليس فقط كان هناك انخفاض كبير في استخدام أدوية السكر، بل لم تتعدى نسبة من احتاج للأنسولين من مرضى التكميم 8٪ بعد سنة من إجراء العملية. ومن المثير للاهتمام أنه لا يوجد ارتباط بشكل كبير بين اختفاء داء السكري وسرعة فقدان الوزن، مما عزز من مفهوم أن عملية التكميم هي عملية حد من كميات الطعام اليومية وتقييد للشهية مقارنة بعمليات تقليل الامتصاص كتبديل الاثني عشر وتحوير المعدة.
ارتفاع ضغط الدم هو آخر عنصر من متلازمة التمثيل الغذائي، والذي مما يؤثر على ما يقرب من نصف المرضى سمنة المفرطة والذين يقوموا بإجراء لعملية جراحية لعلاج البدانة. ذكرت كثير من الدراسات أن مرض الضغط يختفي تماماً عند ما يقارب 60% من البدناء المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم في ظرف سنة من بعد العملية، بينما يتحسن مستوى ضغط الدم عند الغالبية تتجاوز 75٪ من المرضى الذين يشعرون ببعض التحسن من خلال تقليل جرعة دواء الضغط.
ومن فوائد عمليات التكميم أن تتحسن مستويات الدهون الضارة في الدم والجسم. فقد وجد الباحثون تحسينات كبيرة في البروتين الدهني المحتوي على كثافة عالية من الكوليسترول (HDL) والدهون الثلاثية. وعند مقارنة هذه المستويات بعملية حلقة المعدة، وُجِد أن أفضل بكثير مما هي عليه في مرضى عمليات حلقة المعدة. وبالإضافة إلى تحسن مرض السكري وارتفاع ضغط الدم أو اختفائهما، فإن من فوائد عمليات تكمم المعدة تحسن الربو إلى حد كبير تبلغ 90٪، تحسن نوم المريض فلا يعاني من توقف التنفس أثناء النوم كما كان يحصل له قبل العملية بنسبة تبلغ 91%. ومن فوائد هذه العملية اختفاء الشعور بحموضة وارتدادها في المريء وبالتالي تحسن أداء الجهاز الهضمي في 46٪ من المرضى. من كل ما تقدم أستطيع القول وان أزعم أن العلاج الجراحي (تكميم المعدة) الذي يقلل من شدة وحدة الأمراض المصاحبة للسمنة يساعد في انخفاض العدد الإجمالي للوفيات بإذن الله.
تنظير القولون بعد العملية
من المعلوم عند مرضى السرطان عامة وسرطان القولون والمستقيم خاصةً أهمية المتابعة السريرية مع الفريق الطبي الذي قام بتشخيص المرض ومن ثم علاجه لما في ذلك التقليل من تأثير هذا المرض على حياة المريض، أعاذكم الله من ذلك. ومن الأهمية بمكان أن يتابع ويتأكد مرضى سرطان القولون والمستقيم من خلوي ما تبقى من قولونهم (ما بعد الاستئصال) من أي أورام حميدة كانت أم سرطانية عن طريق الخضوع لفحص القولون بالمنظار، فوفقا لتوصيات جديدة من فرقة عمل مجتمعية أمريكية عن سرطان القولون والمستقيم، تشير الأدلة إلى أن تنظير القولون بعد العملية تزيد من فرص البقاء على قيد الحياة (بإذن الله) لمرضى سرطان القولون والمستقيم، خاصةً أن ما بين 0.7 % و7 % في المئة من مرضى سرطان القولون والمستقيم قد يكون لديهم سرطان ثاني متزامن. أهم الجوانب التي ركزت عليها توصيات فريق العمل المحدثة كانت حول دور منظار القولون والمستقيم للمرضى بعد استئصال سرطان القولون والمستقيم، كذلك الأدوار الممكنة لاختبار البراز وبرنامج الأشعة المقطعية التنظيرية للقولون والمستقيم (CT Colonography) في مرحلة ما بعد استئصال السرطان. وحول متى يجب أن يعيد مريض السرطان القولون والمستقيم منظار القولون والمستقيم، خرج فريق العمل بالتوصيات التالية :
• يجب عمل منظار القولون والمستقيم قبل جراحة استئصال السرطان، إن أمكن. فإن لم يكن كذلك، فيتوجب أن يتم تنفيذ فحص القولون بالمنظار في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر بعد الجراحة.
• بعد سنة واحدة من بعد عملية الاستئصال الجراحية.
• ثم أربع سنوات بعد الجراحة أو تنظير القولون المحيطة بالجراحة.
• ثم بعد تسع سنوات من بعد عملية الاستئصال الجراحية أو من تنظير القولون المحيطة بالجراحة.
ومن ثم يُعمل منظار القولون والمستقيم على فترات كل خمس سنوات مرة هذا على افتراض سلامة وخلو القولون والمستقيم من أية أورام حميدة أو سرطانية. ولكن إذا تم العثور على اورام حميدة أو سرطانية في فترات المراقبة فإن عندها ينبغي أن يعود المريض للفريق الطبي المعالج لتلقي المزيد من الرعاية الصحية.
ملحوظة لا تنطبق هذه التوصيات على المرضى الذين يعانون من متلازمة لينش.
اتباع برنامج غذائي يعزز من جودة العملية
جراحة السمنة ناجحة ولكن تحتاج إلى تعامل صحي أمثل مستقبلاً