أشهر مضاعفات ما بعد جراحة المعدة

أشهر مضاعفات ما بعد جراحة المعدة
    كان أجدادنا وآباؤنا يحذرون من شرب السوائل بكمية كبيرة بعد العطش ولهذا يعرف البدو الرحل كيف يتعاملون مع العطشان حيث يهرسون التمر مع الماء ويقدمونه بالتدريج البطيئ جدا للعطشان حتى يرتوي ويتغذى بمرور الوقت لأنه لو تناول السوائل مباشرة يحدث له مشكلة صحية أو متلازمة تسمى متلازمة الإغراق أو متلازمة الإفراغ المعدي السريع، ولكن الكثير لا يعرفون إلا المصطلح الطبي أو الاسم الإنجليزي وهو: Dumping Syndrom)، وهناك مضاعفات أخرى لما بعد عمليات جراحات المعدة والأمعاء الجفاف والأمساك وربما الإسهال والقيئ والاستفراغ وانسداد فوهة المعدة وفشل العملية في انقاص الوزن، وكل تلك الأعراض يمكن تجنبها بالمتابعة مع الطبيب المعالج والجراح وأخصائي التغذية العلاجية، ولأهمية متلازمة الإغراق سأتحدث عنها هنا فهي متلازمة مشهورة جداً لدى مرضى السمنة الذين يجرى لهم عمليات جراحات المعدة لتخفيف الوزن وغيرها أو إزالة جزء من المعدة أو المريئ لأسباب مرضية أو أورام، وتحدث أحياناً عند شرب سوائل كثيرة مع الإفطار من الصيام، وقد تحدث لمرضى السكري ولمرضى متلازمة القي الدوري (Cyclical vomiting syndrome) ومتلازمة زولينجرايلسون وقطع العصب المبهم، وبعض الاختلاطات والتغيرات المفاجئة في هرمونات الجهاز الهضمي وأيضاً دواء علاج الغثيان والاستفراغ مثل (ميتوكلوبراميد) قد تكون من مسببات هذه المتلازمة. أعراض هذه المتلازمة تختلف من شخص لآخر فقد تكون حادة لدى البعض وخفيفة لدى آخرين وقد تتفاوت تلك الأعراض والتي من ضمنها حدوث مغص وانتفاخ في المعدة، غثيان، قيء، تعرق، إسهال، سرعة نبضات القلب، هبوط الضغط، إنخفاض نسبة السكر في الدم، رجفة، دوخة وتعب، توتر وقلق، رغبة في الاستلقاء، هذه أعراض انتقال الطعام غير المهضوم بسرعة أو كون الغذاء عبارة عن سوائل مثل تناول كمية كبيرة من العصائر بعد عطش أو صيام من المريء للجزء الأول من الأمعاء الدقيقة والذي يسمى الاثني عشر حيث يتوسع بشكل مفاجئ وغير طبيعي، فالوضع الطبيعي أن يصل الطعام من المعدة شبه سائل وشبه مهضوم وتعطي المعدة إشارة واضحة للإثني عشر بقدوم الطعام منها، وهذا الانتقال السريع مخالف لطبيعة انتقال الطعام في الحالات العادية فتحدث الأعراض التي ذكرنا.. يوجد نوعان من متلازمة الإغراق هما: الإغراق المبكر ويبدأ على الفور بعد وجبة الطعام والإغراق المتأخر ويحدث بعد ١-٣ ساعات بعد تناول الطعام، ويشعر المريض بضعف وجوع ووهن في الجسم وتعرق، ودوخة، وهذه الأعراض مرتبطة بانخفاض الضغط والسكر في الدم نتيجة لتخفز افراز الانسولين من البنكرياس جراء وجود كمية كبيرة من الكربوهيدرات بشكل مفاجئ في الإثني عشر. يعتقد أن الإغراق المبكر مرتبط بصعوبة هضم الدهون أما الإغراق المتأخر فيرتبط بوجود الكربوهيدرات غير المهضومة.