السكتة القلبية.. ليست مفاجئة
تتسبب السكتة القلبية في توقف القلب وانقطاع وصول الدم إلى الدماغ
لوس أنجلس - "الرياض"
يسود اعتقاد بأن السكتة القلبية هي توقف "مفاجئ" للقلب عن النبض، وعادة ما يترتب على توقف القلب انقطاع وصول الدم إلى الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى، وبدون علاج فإن المريض قد يتوفى في غضون دقائق.
غير أن دراسة حديثة تقول إن السكتة القلبية لا تحدث فجأة -كما كان يعتقد في السابق-، ذلك أن نصف من يصابون بها يتعرضون لعلامات تحذير لعدة ساعات أو أيام وأحيانا أسابيع قبل حدوث السكتة القلبية، وفقا لما توصل إليه الأطباء في معهد سيدارز- سيناي للقلب بلوس انجلس.
غير أن معظم الناس يتجاهلون هذه الأعراض ويفوتون على أنفسهم فرصة إنقاذ حياتهم.
وفي هذا الصدد يقول المعد الرئيس للدراسة الدكتور سوميت شوغ ،" في الوقت الذي يتم فيه استدعاء الإسعاف، يكون الوقت قد فات لإنقاذ 90 بالمئة من المصابين. ولكن هناك نافذة أمل لم نكن ندري بوجودها"
وتشير الدراسة إلى إمكانية منع حدوث السكتة القلبية قبل يوم كامل من وقوعها.
وتتسبب السكتة القلبية في وفاة حوالي 350 شخصا في الولايات المتحدة كل عام. ومع ذلك يتم الخلط بينها وبين النوبة القلبية، رغم أن السكتة القلبية تختلف تماما وهي أخطر بكثير من النوبة القلبية.
فالسكتة القلبية تسبب خللا في إيقاع كهربية القلب ومن ثم تمنعه من النبض. ويمكن لتدليك القلب والتنفس الصناعي أن يُكسب المرضى بعض الوقت قبل وصول الإسعاف، ولكن قلة منهم تكتب لهم الحياة.
ونتيجة لذلك كان يتعذر على المجتمع الطبي تحديد ما إذا كانت السكتة القلبية لا أعراض تحذيرية لها.
وقام العلماء بتتبع حالات الإصابة بالسكتة القلبية في بورتلاند واريغون لمدة تزيد عن عشر سنوات؛ حيث فحصوا سجلات 1100 شخص تتراوح أعمارهم بين 35 و65 سنة وأصيبوا بالسكتة القلبية بين عامي 2002 و2012. كما أجروا مقابلات شخصية مع الأسر والأصدقاء والغرباء الذين شاهدوا المرضى وهم ينهارون.
ولم يجد العلماء أي معلومات تفيد بما إذا كان المرضي قد شعروا بالأعراض، ما جعل من الصعب تحديد ما إذا كان ظهور الإعراض أمرا شائعا. أما بالنسبة لبقية المرضى البالغ عددهم 839 فإن نصفهم شعروا بواحد على الأقل من الأعراض في الشهر السابق لانهيارهم.
وكان ألم الصدر العرض الأكثر شيوعا لدى الرجال بينما كان ضيق النفس هو الغالب لدى النساء.
وتضمنت الأعراض الأخرى الإغماء وخفقان القلب.
وأكثر من ذلك، وجدت الدراسة أن عددا يسيرا جدا من المرضى عدوا الأعراض التى ظهرت لديهم خطيرة إلى الحد الذي يتطلب استدعاء الإسعاف قبل انهيارهم. وكان هؤلاء هم الأكثر قابلية للنجاة من الموت.
ويقول الدكتور كليفتون كالالوي اختصاصي طب الطوارئ بجامعة بتسبرغ، ورئيس لجنة العناية بالحالات الطارئة بجمعية القلب الأميركية، "ألم الصدر وضيق التنفس أمران لابد معهما من أن تصل إلى عيادة الطوارئ حتى ولو في منتصف الليل ليتم فحصك. إننا نوصي بشدة بألا تحاول تجاوز الأمر في المنزل".
كما أن فرص الشخص في الإصابة بالسكتة القلبية تزداد إذا ما كان قد سبق له وأن أصيب بنوبة قلبية، أو أمراض القلب التاجية أو اضطرابات موروثة تؤثر في انتظام ضربات القلب.
ويمكن للأشخاص الذين يعلمون أنهم على خطر عظيم أن يخضعوا لزراعة أجهزة لإزالة الرجفان القلبي في صدورهم لتنظيم ضربات القلب لديهم.
وخلص الدكتور شوغ إلى القول" هذه الدراسة بداية للمزيد من الأبحاث للتكهن بعوامل الخطر ذات الصلة بالسكتة والتعرف عليها بصورة أفضل بدون إصابة الناس بالهلع".