لا يخلو أحدنا من سويعات يشعر فيها بالحزن والأسى، خاصة إذا فقد عزيز أو ألم به مرض أو مصيبة غير متوقعة.. لكن إذا أصابنا القنوط والحس بالفراغ طوال الوقت، وأصبحنا غير قادرين على التخلص من المشاعر السوداء، فنحن على الأغلب مصابون بالاكتئاب.
وهذا الأمر يعني أننا فقدنا القدرة على التصرف بشكل طبيعي، ولم نعد نستطيع التمتع بالحياة كما كنا نفعل من قبل.. في هذه الحال يجب ألا يتملكنا اليأس، فالاكتئاب -ككل العلل- له حلوله، والحل يبدأ بالتعرف على الإشارات والعلامات التي تدل على إصابتنا بهذه الحالة المؤسفة.
إذا كنت تعاني من أكثر من ثلاثة من الأعراض والعلامات التالية، فأنت على الأغلب مصاب بالاكتئاب:
1- أنت تجد صعوبة غير عادية في النوم، أو تنام أكثر من اللزوم.
2- أنت لا تستطيع أن تركز ذهنيا في المهام التي عليك قضاوءها كما كنت تفعل.
3- أنت تشعر باليأس، فلا من أمل في تحسن الأحوال، ولا من إنسان يستطيع مساعدتك
4- أنت فقدت اهتمامك بالأمور التي كانت تثيرك، كالهوايات والعلاقات الاجتماعية والجنس.
5- أنت فقدت حيويتك، وتشعر أن كل عمل -مهما صغر- صار عبء كبير.
6- أنت فقدت قابليتك للطعام أو العكس لا تحس بالشبع.
7- أنت تكره نفسك ولا تكف عن لومها، وتشعر دوما بالذنب.
8- أنت لا تستطيع أن تتخلص من أفكارك السوداوية مهما فعلت.
9- انت أصبحت نزقا تثار لأتفه سبب، أو عدوانيا.
10- أنت صرت أهوج في تصرفاتك.
11- أنت تشكو من أوجاع جسمية عامة (في رأسك وظهرك وبطنك وعضلاتك) لا تفسير لها.
12- أنت صرت تعتقد أن الحياة لا طعم لها، ولا مانع من إنهائها (في هذه الحالة عليك بطلب المساعدة الطبية دون تأخر).
ويتفاوت ظهور هذه الأعراض بحسب الجنس والعمر، ففي الرجال تكثر شكاوى التعب دون مبرر وصعوبة النوم والنزق وفقدان الاهتمام بالعمل والهوايات.
والنساء معرضات للاكتئاب بنسبة تعادل ضعف الرجال، وذلك بسبب التبدلات الهرمونية لديهن (خاصة قبيل موعد الدورة الشهرية وبعيد الوضع).
وتظهرأثار الاكتئاب عند النساء، خاصة على هيئة الشعور بالذنب وتناول المزيد من الطعام والنوم المفر، والمراهقون المصابون بالاكتئاب معرضون بخاصة للعدوانية وفقدان القدرة غلى ضبط النفس.
أما المسنون فكثيرا ما تشمل أعراضهم الآلام الجسمية، وهم أكثر عرضة من كل الفئات للتفكير بالانتحار.
* أسباب الاكتئاب وتختلف الأسباب المباشرة للاكتئاب، ومنها: – بات معروفا أن هناك قابلية عائلية للوقوع في براثنه. – الشعور بالوحدة. – المصائب غير المتوقعة على مستوى الأسرة (كالطلاق أو تسلط أحد الوالدين) أو العمل (كالطرد من الخدمة) أو البلد (كالحروب). – الأعباء المالية أوالاجتماعية، والأمراض المزمنة.
وتختلف المعالجة بحسب اختلاف السبب، ويفضل دوما الاعتماد على تصحيح الوضع المؤهب للاكتئاب (مثل الاختلاط بالناس أو تغيير المهنة أو الانخراط في هواية جديدة) قبل اللجوء للطبيب. وتشمل الإجراءات غير الدوائية عددا من النصائح، من بينها: – التكلم مع صديق مخلص. – الانضمام لجمعيات داعمة. – الاستعانة بالرياضة والغذاء الصحي والنوم الكافي. – نبذ كل ما من شأنه إثارة الأعصاب، وتجريب طرق التهدئة (كالتنفس العميق والتأمل).
والمهم في هذه الإجراءات أن يطلب المصاب المساعدة من الغير ولا يسلم نفسه للوحدة.
ويصنف الأخصائيون الاكتئاب بحسب درجته، إلى: – اكتئاب خفيف أو متردد، وكثيرا ما تنفع فيه الإجراءات العامة غير الدوائية. – واكتئاب عميق، يدوم بشكل متواصل لمدة ستة أشهر على الأقل. وفي حال كان الاكتئاب عميقا، فعلى المصاب ألا يتردد في طلب العون من الطبيب الاختصاصي، الذي سيستخدم العلاجات النفسية أو الدوائية التي تناسب كل حالة، ليحصل على النتيجة المرضية.