طفل النزاف والمدرسة
من المهم جداً لطفل الهيموفيليا أن يتزود بالعلم لما يشكله العلم من رفاهية المستقبل خاصة عند اختيار الطالب لما يرغبه من تخصص والذي يجب أن يتناسب مع مرضه، وصحة الذهن هي ما سيحتاجه طفل النزاف وليس قوته العضلية وسيدفعه الحماس إلى التنافس مع الأطفال الآخرين ومحاولة اللحاق بنظرائه من الطلاب.
وبمراقبة الأطفال في المدارس يمكن القول إن الطفل المصاب بالنزاف لا يقل ذكاءً عن الطفل غير المصاب، بل قد يفوقه ذكاءً فالطفل ذو العقل المفكر يمكنه التحصيل العلمي لأعلى المستويات الدراسية وقد يكون لديه مجالات أوسع للاختيار تماماً مثل الطفل غير المصاب، وقد أكد ذلك كثير من مرضى النزاف ممن حصلوا على تعليم عال فمنهم من تمكن من الالتحاق بكليات الطب وغيرها من مهن التدريس الأخرى في الجامعات.
وعندما يبدأ الطفل مرحلته الدراسية الأولى ويذهب إلى المدرسة يكون بذلك قد أمضى سحابة نهاره بعيداً عن منزله ورعاية والديه مما قد يعرضه لمخاطر النزف بسبب تدافعه مع زملائه في فناء المدرسة مثلاً أو بسبب احتكاكات يتعرض لها أثناء فترات اللعب، وعليه فإن من المهم أن يلم مربي الفصل ومدرب الرياضة البدنية على وجه التحديد في المدرسة بحالة الطفل المصاب بالنزاف وأن يعرف نوع الرياضة التي يمكن لهذا الطالب ممارستها والتي يجب أن تكون آمنة مع التنبيه على عدم الحرص الزائد الذي قد يؤدي إلى جرح مشاعر الطالب وشعوره بتحجيم إمكانياته.
كما يجب التأكيد على الطالب أن بإمكانه اللجوء إلى مربي الفصل لمساعدته على حل الخلافات التي تحدث مع زملائه بدلاً من التصدي لها بنفسه حيث إن بعض التلاميذ لديهم ميول عدوانية تجعلهم يصطدمون بالآخرين وينتج عنها تعرضهم للنزف.
كما يجب حث الطالب كذلك على المبادرة وإخبار المدرس بأية إصابة أو آلام قد يشعر بها، حيث إن الآلام تشير في الغالب إلى حدوث نزف والذي يحتاج إلى علاج سريع.
النزاف مرض وراثي عموماً يصيب الذكور وينتج عن نقص عامل التخثر في الدم أو عدم استطاعة هذا العامل القيام بعمله على أكمل وجه مما يعرض الطفل للنزف عند حدوث أي رضوض قد يتعرض لها، ويستدعي ذلك علاجاً سريعاً لإيقاف النزيف وعلى المعلم أن يكتسب القدرة على التمييز بين درجات النزف التي قد تحدث للطالب وذلك بملاحظته حالة ظهور بقع داكنة تحت الجلد في الأماكن الظاهرة في الجسم أو عندما ينزف من الأنف أو من الأسنان أو أي مكان قد يُصاب فيه بجروح إثر أداة حادة أو غيرها.
كما أن الطالب قد يحتاج أحياناً إلى العلاج والمراقبة في المستشفى وما قد يتبعه من ضرورة الخلود للراحة لعدة أيام مما يجعله يتغيب عن المدرسة ويحضر عند عودته خطاباً من المستشفى الذي يتابع فيه يقدمه للمدرسة يوضح غيابه.
ويجب بل من المهم جداً الاحتفاظ بسجل يحوي أرقام تليفونات ولي أمر الطالب التي يمكن للمدرس الاتصال بها في حالة تعرض الطالب إلى نزيف لإعلام ولي أمره فوراً كي يبادر الفريق الطبي بالعلاج حتى لا يتعرض الطفل إلى حدوث مضاعفات قد تكون خطيرة.
قسم اورام وأمراض الدم للأطقال