د. آلاء عبد العزيز السجاء *
إن ما يتناوله الفرد من الأطعمة يمكن أن يؤثر على طريقة عمل الأدوية العلاجية التي يتعاطاها.يمكن للتداخل بين الغذاء والدواء أن يحدث تأثيرا عميقا على نجاح العلاج بالدواء وعلى الآثار الجانبية للعديد من الأدوية كأن تؤدي إلى نقص الكفاءة العلاجية أو الآثار السمية للعلاج الدوائي، يؤدي أثر الغذاء على الدواء إما إلى تقليص فعالية الدواء أو إلى إحداث تغيير في نسبة التخلص من الدواء.
وغالبا مايعاني من هذه التداخلات من يتعاطون أدوية لفترات زمنية طويلة فقد تؤدي إلى نقص الفيتامينات أو المعادن، ومن أهم النصائح لتجنب التداخلات الدوائية اتباع التعليمات والتوجيهات الخاصة بطريقة تعاطي الدواء، قراءة بطاقات التحذير الملصقة على جميع الأدوية، استشارةالمختصين عما يلزم تجنبه عند الحصول على وصفة علاجية جديدة، اطلاع المختصين عن كل مايتعاطاه المريض بما في ذلك المنتجات العشبية.
وفي سرد بعض الأمثلة للتداخلات الغذائية الدوائية يمكن أن تؤدي الملينات إلى التقليل من امتصاص العديد من الفيتامينات والمعادن، حيث تتسبب الملينات في سرعة الحركة الغذائية عبر الجسم مما يؤدي إلى نقص الامتصاص الغذائي، كما تقلل مضادات الحموضة من درجة الحموضة في المعدة وقد تتداخل مع عملية امتصاص الحديد والفولات وفيتامين بي 12، ومن الممكن أن تقلل مضادات التشنجات من امتصاص الفولات، وبناءً عليه، يمكن أن يؤدي نقص الفولات إلى فقر الدم.
وتعمل بعض الأدوية المخفضة لمستوى الكوليسترول على تقليل الكوليسترول عبر إزالة أحماض المرارة بينما يحتاج الجسم إلى أحماض المرارة لامتصاص الفيتامينات المذابة بالدهن، ونتيجة لذلك، يمكن أن تؤدي بعض الأدوية المخفضة لمستوى الكوليسترول إلى تقليل نسبة امتصاص الفيتامينات المذابة بالدهن.
وكمثال آخر، تقتل المضادات الحيوية البكتريا الضارة، ولكنها في نفس الوقت تقتل البكتريا المفيدة، وبما أنه يتم إنتاج فيتامين (K) عبر البكتريا الموجودة في الأمعاء، فإن قتل البكتريا المفيدة يقلل من كمية فيتامين (K) المنتج في الأمعاء، كما قد تزيد بعض مدرات البول من نسبة فقد البوتاسيوم حيث إنها تزيل السوائل الزائدة من الجسم.
ويمكن أن تؤدي الأدوية العلاجية كأدوية علاج السرطان إلى نقص الشهية أو الدوار أو القيء أو الطعم الكريه أو جفاف الفم أو القرح والبثور، كما يمكن أن يؤثر ذلك على الصحة الغذائية عبر قلة تناول الطعام، ومن الممكن أن يؤدي فيتامين (K) إلى نقص فعالية مضادات التخثر، كماأن الكالسيوم الموجود في الغذاء يؤثر على عمل المضاد الحيوي تتراسيكلين، ونتيجة لذلك، لا يتمكن الجسم من امتصاص كمية المضاد الحيوي المطلوبة.
ومن المهم معرفة أنه يتم امتصاص العقارات الدوائية بشكل أكثر في الجسم عندما تكون المعدة فارغة فبناء على ذلك، يؤدي امتلاء المعدة بالطعام إلى بطء امتصاص الدواء، وفي بعض الأحيان يتطلب الأمر تناول بعض الأدوية مع الطعام، بينما في أحيان أخرى ينبغي تناول بعض الأدوية على معدة فارغة، عادة ينبغي تناول الأدوية مع الماء فإنه قد تؤدي المشروبات الغازية والعصائر والأطعمة إلى زيادة حموضة المعدة مما يؤدي إلى انعدام فعالية الدواء أو يتسبب في تحلل الدواء في المعدة بدلاً من تحلله في الأمعاء.
وتحتوي الأطعمة طويلة الأجل أو المتخمرة على مادة كيمائية تسمى تايرامين تتفاعل مع الدواء، ويمكن أن يؤدي هذا التفاعل إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل يسبب خطرا على من يتناول الدواء.
وتعمل إنزيمات الكبد على التخلص من الأدوية العلاجية خارج الجسم، وتتطلب هذه الإنزيمات أن تعمل العناصر الغذائية بالطريقة المناسبة، لو لم تكن العناصر الغذائية المطلوبة موجودة، قد تبقى الأدوية العلاجية نشطة في الجسم لمدة أطول من المفترض لها، وقد يؤدي ذلك إلى إحداث تأثيرات ناجمة عن زيادة الجرعة الدوائية.