إيذاء النفس.. سبل للدعم والوقاية

مايو كلينك

إنّ إيذاء النّفس، هو فعلٌ تتعمّد فيه إلحاق الضّرر بجسمك، ومن أمثلته الحرق والجرح، وهو طريقةٌ غير صحيّةٍ للتكيّف مع الألم العاطفي والغضب الشّديد والإحباط، فإذا كنت أنت أو من تحب يعاني من هذه المشكلة؛ فما هي سبل التكيّف والدعم؟ وهل هناك وسائل للوقاية؟

* التكيف والدعم
إذا ما كنت أنتَ أو أحد أقاربك بحاجةٍ إلى المساعدة في التّكيف، جرّب النّصائح التالية، إن كان ثمّة تركيزٌ على أفكار الانتحار، فبوسعك أو بوسع قريبك الاتصال بخطّ الطوارئ أو خطوط الوقاية من الانتحار في بلدك.

أولا: نصائح للتكيّف في حال ألحقت الأذى بنفسك

- ميّز الحالات أو المشاعر التي قد تحفّز رغبتك في إيذاء نفسك
ضع لنفسك خطةً لطرقٍ أخرى لتهدئة نفسك أو إلهائها أو للحصول على الدّعم بحيث تكون مستعدًّا في المرّة القادمة التي تشعر فيها بوجود ذلك الحافز.

- تواصل مع أشخاص آخرين قادرين على دعمك كي لا تشعر بالوحدة
فعلى سبيل المثال تواصل مع أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك أو مع طبيبك، أو اتّصل بإحدى مجموعات الدّعم.

- تعلّم التّعبير عن مشاعرك بطرقٍ إيجابية
ففي سبيل مساعدتك على تحقيق التوازن في عواطفك وتحسين شعورك بالعافية مثلاً، زد من نشاطك البدنّي أو تمرّس على أساليب الاسترخاء أو شارك في الرّقص أو الفنون الجميلة أو الموسيقى.

- تجنب تناول الكحوليات والعقاقير غير القانونية
فهي تؤثّر في قدرتك على اتّخاذ قراراتٍ جيّدةٍ كما أنّها قد تجعلك عرضةً لإيذاء نفسك.

- تجنّب المواقع الإلكترونيّة التي تشجّع إيذاء النّفس وتعظّمه
والتمس بدلاً من ذلك المواقع التي تدعم جهودك في الشّفاء.

ثانيا: خطوات للتكيّف في حال إيذاء أحد أقاربك لنفسه

- تعلّم
قد يساعدك تعلّم المزيد عن إيذاء النّفس في فهم سبب حدوثه وفي وضعِ نهجٍ رحيمٍ وحازمٍ في نفس الوقت لمساعدة قريبك على الكفّ عن هذا السّلوك المؤذي.

- حاول عدم إطلاق الأحكام أو الانتقاد
قد يزيد الانتقاد أو الصّراخ أو إطلاق التّهديدات أو الاتّهامات من خطر سلوكِ إيذاء النّفس.

- أعلم قريبك بأنّك تهتمّ به في كلّ الأحوال
ذكّره بأنّه ليس وحيدًا وأنّك متاح للتحدّث إليه. وعليك الإقرار بأنّك قد لا تغيّر سلوك ذلك الشّخص، بل يمكنك مساعدته في إيجاد المصادر، وتعريف آلياتٍ للتكيّف وتقديم الدّعم خلال العلاج.

- تبادل أفكارَ استراتيجيّة التكيّف
قد يستفيد قريبك من سماع الاستراتيجيات التي تلجأ إليها حين تشعر بأنّك مكترب. كما يمكنك أن تؤدّي دور القدوة في استخدام استراتيجيات التّكيف الملائمة.

- جِد الدّعم
ضع في الحسبان الحديث إلى أشخاصَ آخرين قد مرّوا بنفس الأمر الذي تمرّ به. تبادل تجاربك الخاصّة مع أفرادَ موثوقين من عائلتك أو أصدقائك وابقَ على تواصلٍ وثيقٍ مع الاختصاصيّ الّذي يتولّى العناية بقريبك. اسأل طبيب صديقك أو قريبك أو معالجه إن كان ثمّة أيّ مجموعاتِ دعمٍ محلّيةٍ للوالدين وأفراد العائلة أو الأصدقاء الّذين يؤذون أنفسهم.

- انتبه لنفسك أيضاً
خذ بعض الوقت في إنجاز أمورٍ تستمتع بفعلها، ونَل قسطًا كافيًا من الرّاحة والنشاط البدنيّ.

* الوقاية
لا توجد طريقةٌ أكيدةٌ لوقاية قريبك من سلوك إيذاء النّفس. لكنّ الحدّ من خطر إيذاء النّفس قد يتضمّن استراتيجياتٍ تشمل الأفراد والجماعات على حدٍّ سواء، كالوالدين والمدارس والاختصاصيين الطبيين والمشرفين وزملاء العمل والمدرّبين على سبيل المثال.

- تحديد الأشخاص الأكثر عرضةً لإيذاء النّفس واعرض المساعدة
فعلى سبيل المثال يمكن تعليم أولئك الأشخاص المرونة إضافةً إلى مهارات التكيّف الصّحي التي يمكنهم الاعتماد عليها لاحقًا خلال أوقات الكرب.

- التشجيع على توسعة الشّبكات الاجتماعية
إن الكثير من الأشخاص الذين يؤذون أنفسهم يشعرون بالوحدة والانفصال. ومن شأن تشكيلِ روابطَ مع أشخاصٍ لا يؤذون أنفسهم تحسينُ مهارات العلاقات والتواصل.

- نشر الوعي
يجب تعليم البالغين، وخصوصًا أولئك الذين يعملون مع الأطفال، عن العلامات التّحذيرية لإيذاء النّفس إضافةً إلى ما ينبغي فعله عند الاشتباه به. وتعدّ البرامج الوثائقيّة والبرامج التعليمية المرتكزة على الوسائط المتعددة إضافةً إلى النقاشات الجماعية استراتيجياتٍ مفيدةً في هذا السّياق.

- تعزيز برامج تشجيع الأقران على التماس المساعدة
يميل الأقران إلى موالاة الأصدقاء حين يعلمون أن صديقًا لهم يمرّ بأزمة. وقد تساهم البرامج التي تشجع الشّبان على التواصل مع البالغين في التراجع التدريجي للأعراف الاجتماعية التي تشجّع على السّرية.

- تعليم الأطفال والمراهقين كيفية التعامل مع تأثيرات الإعلام
يمكن أن يثير الإعلام والموسيقى وغيرهما من الوسائلِ الهامّةِ الّتي تبرز إيذاءَ النّفس الرّغبةَ لدى الأطفال والشبّان المعرّضين لتجريب ذلك. وقد يحدّ تعليم الأطفال مهارات التّفكير النّاقد للتأثيرات المحيطة بهم من ذلك التأثير الضّار.